الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من كثرة التفكير في الماضي والتي تؤثر على حياتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.

أنا طالب في الثانوية العامة بمصر، مشكلتي هي أني أفكر كثيرًا، وهذا يؤثر على دراستي، وفي خشوعي في صلاتي أحيانًا، الامتحانات قريبة، وأنا أحتاج أن أركز بشدة على المنهج وما أتعلمه، المشكلة هي أني عندما أركز أثناء الدراسة تأتيني أفكار لاإرادية بأشخاص كنت أعرفهم في الماضي، وبشؤون حياتهم، هذا يصعب علي المذاكرة، ويجعلني أستغرق وقتًا أطول، رغم أن هذه أهم سنة دراسية.

أحاول جاهدًا دفع هذه الأفكار، والتركيز في الدراسة، فأحيانًا تؤثر علي أثناء الصلاة، حيث إني عندما أصلي أفكر أحيانًا بمن بجانبي، فهل من الممكن أن يكون هذا رهابًا اجتماعيًا؟ علمًا بأنني غير اجتماعي، وليس لدي أصدقاء، ولا أعرف كيف أكون صداقات.

أفيدوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك، ونتمنى أن نساعدك بما ينفعك.

من وصفك لحالتك، يبدو أنك تعاني من بعض التحديات النفسية التي تؤثر على تركيزك وخشوعك في الصلاة، الأفكار اللاإرادية والمشتتة أثناء الدراسة والصلاة، يمكن أن تكون ناتجة عن التوتر والقلق، خاصة مع قرب الامتحانات.

قد يصعب تشخصيك عن بعد، لا سيما أن التشخيص له معايير معينة، ويتطلب معلومات إضافية، والمهم حاليًا هو اتخاذ بعض الوسائل المتاحة للتخفيف مما تجد.

أول خطوة نوصيك بها هي لزوم الذكر والدعاء، وهذا مما يبعث على الطمأنينة والسكينة "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28). تكرار الأذكار، وقراءة القرآن يمكن أن يساعد في تهدئة ذهنك، وتقليل الأفكار المشتتة.

لمساعدتك في التغلب على هذه التحديات، إليك بعض النصائح:

1. حاول تنظيم جدولك اليومي، بما يشمل أوقاتاً مخصصة للدراسة، وأوقات راحة، استخدم تقنيات إدارة الوقت، مثل: تقنية بومودورو، حيث تدرس لفترات محددة (مثلاً: 25 دقيقة)، مع أخذ فترات راحة قصيرة (5 دقائق) مثلاً.

2. احرص على الدعاء وذكر الله في أوقات الضيق والحاجة، يمكنك الاستغفار، والتسبيح، وقراءة القرآن الكريم بنية تفريج الهم والتيسير.

3. ممارسة تقنيات الاسترخاء، يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين التركيز، تأمل التنفس هو تقنية بسيطة يمكن أن تساعدك على التركيز على الحاضر، وتقليل الشرود الذهني.

4. بما أنك ذكرت أنك تجد صعوبة في تكوين الصداقات، فيمكنك البدء بخطوات صغيرة مثل: المشاركة في أنشطة جماعية، أو الانضمام إلى نوادي الطلاب التي تشاركك اهتماماتك، التفاعل الاجتماعي يمكن أن يقلل من الشعور بالوحدة ويحسن مهاراتك الاجتماعية.

طبيعي أن تأتي أفكار لاإرادية أثناء التركيز، خاصةً مع التوتر المرتبط بالامتحانات، لا تُحارب هذه الأفكار، فكلما حاولت قمعها، زادت قوتها.

لاحظ الأفكار دون حكم، وعندما تلاحظ فكرة، سمّها ("هذه فكرة عن...")، ثم اتركها تذهب دون متابعة.
ركز على مذاكرتك، أو تنفسك، أو أي نشاط آخر يشد انتباهك، وحاول أن تصلي في مكان هادئ قدر الإمكان لتقليل المشتتات.

تحدث إلى شيخ، أو شخص موثوق به للحصول على إرشاد ديني ودعم معنوي، وإذا صليت حاول أن تركز على كلمات الصلاة ومعناها، واستحضار الخشوع.

نسأل الله أن يفرج همك، ويسهل أمورك، وينير دربك بالعلم والإيمان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً