السؤال
السلام عليكم
إخواني في موقع الاستشارات أشكركم جميعا, وجزاكم الله خيرا, وبعد:
مشكلتي أراها من منظوري مشكلة إنسانية بحتة, أنا أعيش مع أسرتي المكونة من ستة إخوة: ثلاث بنات, وثلاثة أولاد، والحمد لله كلنا متعلمون ودارسون, مشكلتي هي أختي الكبرى, هي الوحيدة التي لم تكمل دراستها في الجامعة, وانتهت بالشهادة الثانوية؛ لأن ظروفنا في تلك الفترة لم تسمح لها بالدراسة, ومع الوقت بحثتْ عن وظيفة ولم تجد وظيفة, أما نحن فقد درسنا ودخلنا الجامعات, وهي كما هي لاشيء جديد, تقوم في الصباح بخدمة أمي وأبي, وترعانا, وهي ملتزمة جدا بأعمال البيت من طبخ وغسل ملابسنا, كل شيء هي تعمله لنا, في البداية كانت راضية عما تفعل, ولكننا حين كبرنا واشتغلنا -وهي كما هي لا جديد- شعرت بالندم؛ لأنها لم تكمل دراستها الجامعية ونحن أكملناها وتحصلنا على وظائف والحمد لله وهي لا وظيفة ولا زوج، بالرغم أنه تقدم لها العديد من الخطاب ولكنهم قوبلوا بالرفض من قبل الأسرة بدون أي سبب, وهي الآن زهدت في موضوع الزواج وترفضه؛ لأنها تشعر أن مسؤولياتها تجاه الأسرة أكبر, وهم بحاجة إليها أكثر من السابق، أشعر بها كثيرا.
ومن عدة أيام بدأت تتغير علينا: تثار بأتفه الأسباب, وأصبحت عصبية إلى حد ما, وفي إحدى المرات جلست معها نتحدث فقالت لي: إنها تشعر بخوف من المستقبل, وتدخل في حالة اكتئاب, ولكن أختي لا تنسى أبدا الصلاة وقراءة القرآن الكريم, ولكن هذا الشعور دائما يلازمها وأراه من الكبت, وخوفها من المستقبل، لا دراسة، لا وظيفة، لا زوجا صالحا، فماذا أعمل معها؟ كيف أخرجها من شعورها بالاكتئاب وخوفها من المستقبل؟ إنني أشعر بها ولكن لا أعرف كيف أتصرف فهي بمثابة الأم والأخت، وهي الآن تجاوزت العقد الرابع, أرجو منكم أن لا تهملوا رسالتي؛ لأنها مهمة جدا بالنسبة لي, وإن شاء الله أنا منتظرة الإجابة.
وجزاكم الله خير الجزاء.