الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رأيت حلما مزعجا عن يوم القيامة وصحوت مرعوبا.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة وبسبب التوتر الحاصل في مصر ولاهتمامي ومتابعتي لأحوال البلد، وتحديدا في مارس 2012 في ليلة رأيت حلما مزعجا عن يوم القيامة، وصحوت من نومي مرعوبا، وأنا أشعر أنني سأموت، وأيقظت زوجتي، وشعرت فعلا بأنني سأموت، وكنت أشعر بخوف من فراق زوجتي وأولادي، ووحشة القبر، وحساب رب العالمين، واغتسلت وصليت ركعتين، ومكثت حوالي ساعتين حتى هدأت، وذهب عني الخوف.

ذهبت لأداء العمرة -والحمد لله- أنا وزوجتي وأولادي، وبعدها بفترة بدأ يعاودني نفس العرض حيث أقوم في حالة هلع، وأوقظ زوجتي، (وأنا أصيح أنا سأموت الحقيني)، وتكرر هذه الأيام خاصة بعد التوترات التي حدثت في مصر الفترة الماضية، ومحاولة الانقلاب على الرئيس، وخوفي على بلدي من الانهيار والفوضى، وفي أحيان أشعر بأنني سأفقد السيطرة على عقلي للحظات، أو أشعر بتوهة للحظات، وهذا يتكرر أيضاً، خاصة مع كثرة شرب القهوة والشاي، مع العلم أنني لا أدخن، ولا أعاني -والحمد لله- من أمراض عضوية إلا من ارتفاع نسبة الكوليستيرول وضعف في الذاكرة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هناك نوبات تسمى بنوبات الفزع أو الهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جدًّا والمفاجئ، والذي من سماته الشائعة الشعور بالخوف الشديد المصحوب بتسارع في ضربات القلب، وشعور بدنو الموت، وينتج عن كل هذا وساوس ومخاوف كثيرة.

حالتك هذه يمكن إدراجها تحت ما يعرف بقلق المخاوف، والنوبة هي نوبة هرع أو فزع، وكان الحلم هو المثير الذي أدى إلى حدوث هذه النوبة، حيث يعرف أن الأحلام المفزعة تستثير الجهاز العصبي اللإرادي للإنسان، ويتم إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، هذه المادة تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وتغيرات جسدية لدى الإنسان.

فإذن الحالة هي حالة فزع وهرع يمكن أن نسميها بحالة (الهرع النومي)، وهي تحمل كل سمات الفزع والهرع، وكما ذكرت لك هو نوع من قلق النفسي الحاد.

هذه الحالة قطعًا ليست خطيرة أبدًا، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بما يسمى بالقلق التوقعي أو الاستباقي، ويبدأ لدى الإنسان الوسوسة حول النوبة التي سوف تأتيه لاحقًا، وهذا بالطبع يُزعج الإنسان بالرغم من أنه ليس من الضروري أن تكون هنالك نوبات لاحقة.

العلاج: أولاً أريدك أن تطمئن، فالحالة ليست خطيرة، حتى وإن كانت مزعجة.

ثانيًا: عليك بالتناسي، وعدم التخوف المستقبلي أن هذه الحالة سوف تأتيك.

ثالثًا: حاول أن تنظم النوم لديك، أولاً خفف من شرب القهوة، بل لا تتناولها قطعًا في فترة المساء، وكذلك الشاي وكل محتويات الكافيين مثل الكوكا والبيبسي والشكولاتة، وكن حريصًا أن تمارس أي نوع من الرياضة، وأرجو ألا تتناول أي أطعمة في وقت متأخر من الليل، ويفضل دائمًا الأكل المبكر، وأن تكون الوجبة خفيفة.

الحرص -أخي الكريم- على أن يكون الإنسان مسترخيًا قبل النوم، مسترخيًا بدنيًا وذُهنيًا وعقليًا ونفسيًا، هذا يقلل من حدوث هذه النوبات، وعليك أيضًا أن تكون حريصًا على أذكار النوم.

الحالة أيضًا تتطلب نوعًا من العلاج الدوائي المفيد، الدواء يسمى تجاريًا (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي عشرة مليجرام - تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن هذه هي الطريقة التي يتم من خلالها التعامل مع هذه الحالة، وإن شاء الله تعالى الحالة حالة بسيطة وسوف تختفي.

بالنسبة لتفاعل الكولسترول، وضعف الذاكرة: كن حريصًا على التمارين الرياضية، وفي ذات الوقت خذ قسطًا كافيًا من الراحة، وعليك بالتنظيم الغذائي الصحي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً