السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، بدأت مُعاناتي حينما كنت في عمر 6 سنوات، حيث كنت طفلة وحيدة لا أجد من ألعب معه، فكل إخواني أكبر مني بكثير، وخروجنا من المنزل قليل، فقط في العطلة أي مرة واحدة في الأسبوع.
أقضي طوال الوقت ألعب لوحدي، ومن هنا بدأت المُعاناة، حيث كنت أتخيل أطفالا يلعبون معي، وأجد بذلك متعة تعوضني عما فقدته.
أجلس الساعات لوحدي ألعب، كبرت وكبرت أحلامي معي، وكنت وأنا طفلة أتخيل أطفالا يلعبون معي، أما الآن تطورت وأصبحت أتخيل أنني فتاة جميلة جدا، فتاة مشهورة وثرية وصاحبة شخصية قوية، وفارس أحلامي جميل، وكل الناس تحسدني بسبب ذلك، وخيالات أخرى تطول.
مأساتي تزداد يوما بعد يوم، أصبحت أحب الوحدة، وأكره الخروج من المنزل، وأكره المناسبات، بل أكره حتى الاجتماع بالأهل؛ لأنني أفضل أن أكون غارقة في أحلامي وعالمي الذي أرسمه كما أريد.
أرغب بشدة في أن أتخلص من هذه الأحلام والخيالات التي ضيعت وقتي، وتكاد تنهيني وتدمرني، أثرت علي بشكل فضيع حتى في شخصيتي.
أيضا أحس بأنني أرتكب ذنبا عظيما، وأنني أُغضب ربي بهذا؛ لأنني غير راضية بما قدّره الله لي، رافضة للواقع تماما، وغير راضية أبدا، وساخطة على الحياة منذ الصغر.
هذه الأحلام تكاد تقضي على مواهبي، فأنا أمتلك مواهب متعددة: كالرسم، والطبخ، وكل من يشاهد رسوماتي يقول كأنها حقيقة وليست رسومات.
لكن أنا لا أطوّر مواهبي، وأكاد أن أنساها وأفقدها؛ لأنه ليس لدي وقت، فكل وقتي أقضيه في أحلامي وخيالاتي التي لا تنتهي أبدا.
في الآونة الأخيرة أدركت خطورة ذلك، وأصبحت أحاول أن أشغل نفسي، وذلك بمشاهدة التلفاز، أو أساعد أمي وأختي الكبرى بالأشغال المنزلية، وأصبحت أجلس مع أهلي وأخصص وقتا لقراءة وتدبر القرآن وذكر الله، طبعا أنا أرغم نفسي على ذلك.
قلّت نسبة الخيالات عندي، وبدأت ألاحظ تحسنا في شخصيتي، وأصبحت أكثر مرحا من قبل، لكن أنا أريد أن أقضي على هذه الخيالات تماما، وأخشى الانتكاسة بعد هذه المحاولات.
لذلك أطلب منكم مساعدتي بعد الله، وأتمنى أن تعطوني حلولا أستطيع أن أفعلها من غير أن أذهب إلى طبيب نفسي.
وجزاكم الله خيرا.