السؤال
السلام عليكم
أعاني من غيرة شديدة حتى أني أغار من كل واحدة أجمل مني، وأخاف أن يضيع جمالي وتظهر في وجهي التجاعيد، ما علاج ذلك؟
وأيضا خطيبي أستاذ، ويتعامل مع النساء في حدود العمل، لكني أغار من كل واحدة تكلم معها، ما علاج ذلك؟
السلام عليكم
أعاني من غيرة شديدة حتى أني أغار من كل واحدة أجمل مني، وأخاف أن يضيع جمالي وتظهر في وجهي التجاعيد، ما علاج ذلك؟
وأيضا خطيبي أستاذ، ويتعامل مع النساء في حدود العمل، لكني أغار من كل واحدة تكلم معها، ما علاج ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونؤكد لك في البداية أن كل امرأة جميلة، جميلة بحيائها بإيمانها بطاعتها لربها، وطاعة الفتاة لربها هي التي تلقي لها القبول عند زوجها وعند الناس (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) كما قال العظيم في كتابه، والله إذا أحب عبداً أمر جبريل أن ينادي أن الله يحب فلانا، فيحبه أهل السماء ثم يُلقى له القبول في الأرض، وأنتِ -ولله الحمد- خطبك هذا الرجل وأعُجب بك، والله تبارك وتعالى وزع الجمال وجعل الجمال هو جمال النفوس، والتلاقي إنما يحصل بين الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والناس نظرتها للجمال تختلف، هذا سر إلهي، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع فأنت أجمل من غيرك في عين زوجك والأخرى أجمل من غيرها في عين زوجها، مع تفاوت كل واحدة في صفاتها وفي شكلها وفي هيئتها، لذلك ينبغي أن تدركِي هذه الحقيقة، وبالتالي لن تغاري من أي فتاة لأنك إذا رأيتها جميلة قد لا يراها زوجك جميلة، من الذي يراها جميلة؟ هو الذي قدر الله أن تكون زوجة له، يراها أجمل الناس فيختارها ويصطفيها ويقبل بها، ولذلك لا مكان للحسد هنا، فنعم الله تبارك وتعالى مقسمة.
أما بالنسبة لزوجك، فينبغي أن تعلمي أن الغيرة منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، المحمود ما كان في ريبة، فليس لك أن تغاري بشدة إلا إذا رأيت ريبة، إلا إذا كانت هناك مخالفات، ولكن إذا كانت طبيعة عمله تقتضي أن يتعامل مع النساء، فعليه أن ينتبه، وأنت من يسد عليه هذا الباب، وهو ما تزوجك إلا لتغنيه عن الأخريات، فاقتربي منه واحرصي على أن تبرزي ما وهبك الله من محاسن ومفاتن، وأنت بلا شك أجمل من رأى من النساء ولذلك اختارك، فاطمئني من هذه الناحية، وكوني دائماً متجددة في حياته، مطيعة لربك، تعاونوا جميعاً على طاعة الله ومراقبته وحُسن عبادته، فإن هذه الضمانة الكبرى.
واعلمي أن الغيرة محمودة ولا يمكن أن يتصور وجود حب بدونها، لكن شريطة أن لا تتجاوز أو تزيد على حدها فتنقلب إلى ضدها، أو تتجاوز حدودها فتصبح شكا ومرضاً وألماً -والعياذ بالله-، والغيرة معقولة لأنها أن يكره الإنسان أن يزاحم في خصوصيته، وأخص خصوصيات المرأة زوجها والعكس كذلك، فلا خير في زوجة لا تغار على زوجها ولا خير في زوجاً لا يغار على زوجته، لكن الغيرة المحكومة المضبوطة بقواعد الشرع.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.