السؤال
سلام الله عليكم.
بين كل فترة وأخرى قد تكون متقاربة أو متباعدة, أشعر بشيء يمنعني من الإنجاز "إنجاز أهداف كنت قد خططت لها جيدًا مسبقًا"، لا يمكنني وصف ذلك إلا بـ"التشتت", وبينما أكون قد بدأت في العمل على جدول معين لحفظ القرآن والقراءة، أجدني يمر اليوم واليومان والثلاثة وربما الأسابيع، وأنا لا أستطيع بذل أي مجهود للإنجاز.
هناك شيء ما يفقدني الحماس في كل شيء, يفقدني حتى الخشوع في الصلاة وقراءة القرآن وأنقطع حتى عن الرقية والأذكار، ولا أقوى على النهوض لصلاة الفجر، بالرغم من أني مداومة عليها, شيء ما يجرني إلى النوم والأكل، ومشاهدة التلفاز بدون أي استمتاع بأي منها، وربما أصبت بالصداع جراء تأنيب الضمير لمشاهدتي التلفاز كثيرًا، بينما لدي أهداف لا بد لي من إنجازها.
أؤكد لك أن الأمر لا يتعلق بالإرادة والعزيمة وتجديد الحماس, ولأثبت لك أنه ليس رغبة مني في التكاسل, أقول لك ما هو حديثي في تلك الفترة الصعبة: أبدأ فأقول لنفسي: "هيا: يا هبة أنجزي, هيا: كفاك راحة, هيا: فلتتحملي بضع ساعات لتنهي قراءة هذه الصفحات، ثم تعودين للراحة, لكن الأمر لا يكون بيدي أجزم بذلك, حتى إن الأمر هذا قد حدث لي ليلة امتحان نهائي في الجامعة, فقدت الرغبة في الدراسة, شيء ما انتشلني منها، ووضعني أمام التلفاز، ثم جرني إلى السرير، مع تعذيب الضمير والحزن لما آل إليه الأمر, فنمت ساعات طويلة اجتازت عشر ساعات، وانتهى الأمر بدخولي الامتحان صباح اليوم التالي، ولم أكن قد أتممت مراجعة نصف المنهج حتى.
منذ دخولي ذلك الامتحان وخسارتي 5% من المعدل بسبب ما حدث لي, وأنا أفكر في الحل, أنا بذلك أتساوى مع من تكاسل ليلة الامتحان، ولم يدرس، ولم يكترث ونام نومًا هنيئًا ودخل الامتحان باحثًا عن اجتياز الفصل الدراسي لا التميز, بينما أنا أبحث عن التميز والتفوق, أتساوى مع من يستمتع بتضييع وقته في مشاهدة التلفاز طوال اليوم، بينما أنا أحب القراءة وحفظ القرآن، وأشعر بسعادة عارمة عند إنجاز أي هدف حتى لو كان بسيطًا، أو أتساوى مع ذاك الذي يعشق النوم لساعات طوال، ولا يوجد لديه أهداف يسعى لتحقيقها.
سأقول لك بعض الأشياء التي ربما تساعد على تشخيص الحالة, أنا وحيدة, أقصد أني أعيش مع أسرتي، لكنها أسرة مفككة "لكني أحارب لكي أنجح", لاحظت أحيانًا أن هذا يحدث لي بعد أن يكون أبي أو أحد إخوتي قد عنفني، أو عندما يفعل أبي ما يحرجني ويجعلني مهزلة أمام زملائي في الجامعة, أو عندما يطغى شعوري "الوهمي" بالتقصير في الاجتهاد في الدراسة، أو ربما كان السبب بحثي عن المثالية بحيث أستمر في العمل بدون أن أوجد وسيلة لأرفه بها عن نفسي.
سؤالي: ما الذي عليّ فعله في هذه الفترة؟ فهي تفقدني التمتع بأي شيء، وتؤثر على جدول الأهداف.