السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على ما تقدمونه من خدمات مجانية للناس، أرجو إرسال هذا السؤال للدكتور محمد عبد العليم المستشار النفسي.
أريد أن أستشيرك في سؤال يتعلق بالزواج، إذا كنت مصابًا بقلق اكتئابي، وبعض الوسواس القهري منذ أكثر من خمسة أعوام، وأتناول العلاج منذ ذلك الحين، ووالدتي كانت مصابة بذهان الشيخوخة، وتعاني الآن من ضعف الذاكرة والتركيز، ووالدي عنده أيضًا قلق نفسي، وأخواي الاثنين عندهما نفس حالتي، ولكن بدرجات مختلفة وخالي كان مصابًا بمرض نفسي، ولكن لا أعلمه، وابن عمي تم تشخيصه بإصابته بمرض الفصام، ويتناول العلاج الآن، فهل يمكنني الزواج من فتاة والدتها تعاني أيضًا من الفصام؟
ما أخاف منه أنه بسبب التاريخ المرضي لي، ولأسرة الفتاة أن يصاب أولادي بالأمراض النفسية، أنا أعلم أن المرض النفسي لا يورث، ولكن الاستعداد له هو الذي يورث، والبيئة التي أعيش فيها حاليًا (القاهرة، مصر ) تشجع على ظهور الأمراض النفسية بسبب الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها الطفل خلال مراحل نموه، والتي تعرضت لها أثناء صغري، حيث كنت شخصًا مؤدبًا بدرجة كبيرة، جعلتني أنعزل عن المحيطين بي حتى لا أتعرض إلى كلمة تسيئني، أو أشترك في حوار مليء بالألفاظ السيئة، ورغم ذلك كنت أتعرض للسخرية بسبب انعزالي، وأصاب بالحزن والقلق من تكرار التعرض للسخرية، فأنا أيضًا لدي عزة نفس شديدة.
وإذا كان يجب ألا أتزوج من فتاة لدى أسرتها تاريخ مرضي نفسي، فهل عندما أخبرها بتاريخي وتاريخ أسرتي المرضي سترضى بالزواج مني؟ حيث إنني أرى أنه أخلاقيًا يجب أن يذكر الطرفين المقبلين على الزواج كل عيوبهم للطرف الآخر، خصوصًا إذا كان الأمر مرتبطًا بالذرية.
أرجو تفهم مخاوفي، حيث إنني رجل شديد الإحساس بالمسؤولية، والخوف الشديد على الأعزاء المحيطين بي، ولا أريد أن أسبب أي معاناة لأي شخص سواء زوجتي المستقبلية، أو أبنائي المستقبليين.
حاليًا أعمل مهندسًا في مكان ممتاز، وأعيش فقط مع أخي الأكبر، ولا أتكلم معه إطلاقًا؛ لأنه يحب الانعزال عنا، ووالدي ووالدتي وأخي الأوسط وزوجته يعيشون في السعودية وعمري ٢٦ سنة، وملتزم إلى حد كبير، -والحمد لله-.
آسف على الإطالة، وجزاك الله خيرًا.