السؤال
السلام عليكم
دكتورنا الفاضل / محمد عبد العليم المحترم
جزاك الله خيراً على سعة صدرك وما تتحفنا به من إجابة.
أنا شاب متزوج وعندي ولدان، وصرت بعمر 42 سنة، وأعاني منذ فترة طويلة جداً من رجفة باليد وتشنج بها، وحالات متفرقة لا تستمر بين زغللة بعيني وتشتت ذهني وإرهاق وتعب، حتى لو كنت نائماً 9 ساعات.
أنا شخصية متوترة وعصبية وصاحب مزاج متفاوت، وعندي عنفوان، وأحب الريادة بالأعمال، وعندي طاقة كبيرة جداً في داخلي.
كنت أشكو دائماً من تصلب أو تشنج أو شد بأعصابي، وعندما ألاحظ نفسي أسترخي ثم أعود للتشنج بعدها بثوان، من غير شعور مني.
حقيقة أن حالتي تطورت إلى نوبة هلع بعد مخاوف من فصلي من عملي بالسعودية، ووضع عملي الذي ينهار، إضافة إلى خوفي وقلقي من عدم إيجاد عمل في حال تركت عملي مما سيسبب أن أرسل أسرتي إلى بلدي نهائياً كي أعيش من دونهم هنا، وأنا متعلق بهم جداً، وبين صعوبة الهجرة للغرب حالياً بهذا العمر.
الحمد لله، أنا شخصية اجتماعية جداً هنا بالسعودية، وعندي منابر من الوعظ والخير والتجويد الذي أخاف أن أفقده مع كثرة المهاجرين من هذه الديار الطيبة، والتي تتحول إلى أشباح مع هجرة المنابر الطيبة فيها التي ترعرعت معها زهاء ال 27 سنة، فهل هذه ممكن أن تكون سبباً بحالات الهرع التي انتابتني؟
ما حدث لي هو التالي: منذ شهر ونصف انتابتني حالات جديدة تتلخص بالنقاط التالية.
- أي موقف صغير فإنه يثيرني بزيادة عصبية، وخاصة الصوت المرتفع المزعج عندي، أو أي خبر مزعج أو أي أكلة مهيجة للقولون توترني، صرت أهرب من النقاشات والجدل، ولا أطيق أن أقابل أحداً يمكن أن يكون خلاف وجهة نظري.
- شعور بعدم التوازن، ورجفة مستمرة بساق القدمين عند التوقف، ولا تستمر لكنها تؤثر بشعور عدم التوازن بالتوقف، واختلال في الإدراك الحسي أشعر أحياناً كأني أنام.
- التوتر بشأن احتمال فقدان السيطرة وفعل شيء محرج، وأشعر كثيراً برغبة بالصريخ أو ضرب الطاولة التي أمامي، حتى كلمة يا الله أصرخ عندما أقولها، وأصبحت أتنهد كثيراً، مع اختناق خفيف وضيق التنفس، وتسارع نبضات القلب.
- تشنجات باليد اليسرى تجعلني كالعاضض عليها، أو رجفة فيها، أو شعور برغبة بالضرب على أي طاولة أو رغبة بالمشي وعدم الجلوس.
- ثقل بالرأس واليد وكأني سأقع أرضاً من ثقلهما، وتنميل باليدين وأطراف الأقدام، ثم تحولت إلى نوبة هلع جاءتني ثلاث مرات إلى الآن بقوة، لكن بالتنفس والاسترخاء والحديث الإيجابي مع نفسي أني لن أموت ولن يحدث لي شيء، سيطرت عليها، والحمد لله ولكن بصعوبة.
بعد ترددي عند عدة أطباء وعمل تحاليل وأشعة كالعادة للدماغ والدم والكولسترول وفيتامين د، وللقلب تبين أني لا أعاني من شيء، فنصحني دكتور أسرة قريب لنا بأن أتوجه إلى استشاري أعصاب شهير.
عند الذهاب إلى دكتور الأعصاب قال: إني أعاني من حالة فرط تنفس وهي بنت عم نوبة الهلع، ووصف لي دواءين السيبرالكس ووالدوجماتيل.
ترددت بأخذ الأدوية لأني ظننت أنها أدوية نفسية، وبعد متابعتي لموقعكم وملاحظة ردودكم لحالات متقاربة من حالتي اقتنعت بالدواء، وبأنه يفعل تغييراً بالنواقل العصبية، وليس علاجاً للاكتآب الذي لا أعاني منه، والحمد لله، فبدأت بالدواءين.
أنا آخذ السيبرالكس نصف حبة، أي خمسة ملجم حبة واحدة مساء على نية رفعها إلى عشرة ملجم بعد مضي عشر أيام، والدوجماتيل حبتين 50 ملجم مرتين صباحاً ومساءً.
مع هذا لا يزال هناك عدم توازن وزغللة بالعين، وتشنج خفيف باليد اليمنى، ودوخة خفيفة تذهب وتأتي، مع أني أمارس رياضة المشي، ولا يزال شعور عدم الاتزان والقشعريرة، وكهرباء تسري في عروقي عامة ويدي اليسرى خاصة، وشعور بشد في فروة رأسي إلى الخلف، ورغبة في النوم، وأسترخي وشيء يشدني للخلف.
هل حالتي هي قلق مخاوف؟ كيف أستمر على الدواءين؟ وهل لو استمريت بالسيرالكس 6 شهور ممكن؟ وما هي الجرعة المثلى للدواءين إذا أقررتم بهما؟
هل أنا بحاجة إلى جلسات للعلاج السلوكي المعرفي؟ وهل ضعف الرياضة عندي وقلة الحركة إضافة للتوترات النفسية الأخيرة بعملي هم من أنتجوا هذا الخلل بالسيروتينين عندي، مما نتج عنه هذا الخلل للناقل العصبي؟
شكراً جزيلاً -دكتورنا الكريم الفاضل- وبانتظار إفادتي.
ودمتم سالمين.