الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت رجلا لم أتزوجه فهل يكون زوجي بالآخرة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة -الحمد لله- متمسكة بديني وصلاتي وما إلى ذلك من الطاعات، حدث لي أمر صعب إلى حد ما، أحببت شخصا -ما شاء الله- كان قمة في الخلق والدين، ولم أصارحه بحبي له، شاء الله أن يموت مقتولا، بعدها قررت عدم الزواج في الدنيا من أي رجل، وأن أنتظر بالآخرة لكي أتزوجه -بإذن الله-، علما أنه مات وهو شاب لم يتزوج، فهل لي ذلك؟ فأنا والله أحبه كثيرا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يرحم أمواتنا جميعا، وأن يطيل لنا في طاعته الآجال، وأن يحقق السعادة والآمال.

إعجابك بصاحب الخلق والدين مما تشكرين عليه، وحزنك على من لا يعرف ميلك إليه مما يتعبك ولا يفيده، والميت ينتفع بالدعاء، ورفضك للزواج ليس في مكانه، ولم يكن بينك وبينه أي نوع من العلاقة الشرعية حتى تأملي أن يكون لك في الآخرة، والأمر في كل ذلك لله وحده سبحانه.

أرجو أن تتزوجي وتقبلي بمن يطرق بابك من الأخيار، وأشغلي نفسك بإخراج ذرية تسجد للواحد القهار، وأخلصي في حب من يتزوجك، وكوني عونا له على الطاعات، وتذكري أن سعادة الآخرة تقوم على كسبنا في الدنيا بعد توفيق وفضل من الحمد في الأولى والآخرة.

ولا يخفى على أمثالك أن الحب الذي تبنى عليه الحياة الزوجية هو ما كان من الطرفين، ثم يتوج بعلاقة شرعية على كتاب الله وسنة نبيه، وهو الحب الذين ينمو بالتعاون على البر والتقوى، ولكن الذي حصل منك كان مجرد إعجاب بشاب متدين، وفي ذلك دليل على فطرتك السليمة، فمن مناقب الشاب أن يعجب بصاحبة الدين، كما أن حب صاحب الدين من مزايا الصالحات، كما قال رب الأرض والسموات: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن الحياة لا تتوقف لموت شاب أو إنسان مهما كان صلاحه، والأموات ينتفعون بدعائنا لهم واستغفارنا لهم، وترك الزواج للسبب المذكور ليس أمرا مشروعا، فأقبلي على الحياة، وابتغي ما كتب الله لك، واسألي الله صلاح النية والذرية.

نكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يضع في طريقك صالحا مصلحا يسعدك وتسعديه، واستبشري بقول الله: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}.

وفقك الله وتولاك وسدد خطانا وخطاك وحفظك وأيدك وتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً