الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخمول وضعف التركيز دمروا حياتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً أود أن أوجه الشكر إلى جميع القائمين على هذا الموقع الإنساني والمبارك، وأسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم، وصراحةً ما لفت انتباهي هو قبولكم وردكم الحسن على رسائل الإخوة، مما شجعني على مراسلتكم، فجزاكم الله أحسن الجزاء.

أنا شاب عمري 25 سنةً، في مرحلة طفولتي ومراهقتي تعرضت لمواقف خوف، وتهديدات، وضرب، ومضايقات كثيرة من أشخاص -سامحهم الله-، حتى أصبحت أخاف من الشجار، أو عندما أرى شجاراً أشعر بالخوف وأرتعش، وكلما مررت به أثر على نفسيتي كثيراً.

ومشكلة ثانية: بدأت تقريباً في سن 10 سنوات، حيث أصبحت أعاني من الخمول، والتثاؤب، وضيق الصدر، وانعدام النشاط، حيث ذات مرة أصبحت أتمنى يوماً واحداً من النشاط.

ومشكلة ثالثة: هي ضعف التركيز، فقد ازداد حدةً في السنوات الأخيرة، والشرود، وبسببه تركت العمل؛ لأنني كنت أخطئ كثيراً، وأشرد، وأتعرض للتنمر بسبب تلك الأعراض، ويضيق صدري، وأنا الآن عاطل منذ 3 سنوات، ولا أستطيع الثبات على عمل معين، وسرعان ما أتركه؛ فقد أصبحت أرغب في البقاء في المنزل، كسولاً، أتعب بسرعة من أقل مجهود.

وذات مرة كنت أعمل مع صديق لي لمدة سنة، وكانت الأمور مقبولة، حتى أصبت بحالة لم أجد لها تفسيراً، حيث أصبحت أشعر بالخجل منه، وخصوصاً عندما يتحدث معي، أشعر بحرارة في جسدي، وأتلعثم في الكلام، وأشعر بحرارة في وجهي، ويضيق صدري بشدة، وأصبحت أتجنبه، حتى تركت العمل معه، وتلك المشكلة راودتني معه فقط، أما باقي الأشخاص فلا أشعر معهم بشيء، ربما فقط أرباب العمل، لأنها تكررت مع شخص آخر!

أتمنى منكم المساعدة للشفاء من كل هذه الأعراض؛ فحياتي معطلة، وتمر السنوات، وأنا لا أحرك ساكناً، أريد أن أتغير وأعمل، وأعيش وأستمتع مثل باقي الشباب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تقديرك وشكرك لهذا الموقع والقائمين عليه، وندعو الله القبول مِنَّا جميعًا.

أخي الفاضل: إنَّ ما ذكرت في سؤالك يُشير إلى أمور مترابطة مع بعضها، وليست جُذرًا متفرِّقة، فأوَّلًا: أحمد الله تعالى على أنك ترغب بالتغيير، وترغب بمتابعة الحياة تقدُّمًا وأنت في أفضل حال -إن شاء الله-.

أخي الكريم: لا شك أن ما مررت به في طفولتك ومراهقتُك من مواقف التهديد والضرب والمضايقات التي ذكرتها، كلُّها قد أثّرت في شخصيتك وطبيعتك بشكلٍ أو بآخر، حيث أصبحتَ -كما ذكرتَ- تخاف من الشّجار، وهذا نفسه متعلِّقٌ أيضًا بما تشعر به من الخمول، والتثاؤب، وضيق الصدر، وقلّة النشاط، حتى وصلت إلى مرحلةٍ كأنّك تعاني فيها من الرهاب الاجتماعي، حيث أصبحت تجد صعوبةً في التحاور مع الناس، ومخاطبة الآخرين، وحتى الذين هم أصدقاؤك، وبدأت تتجنّب رويدًا رويدًا، واضطرّك هذا إلى ترك الأعمال المختلفة التي عملتها، حتى وصلت إلى أنك حبيس البيت، حيث تُفضّل البقاء في البيت وعدم الخروج.

أخي الفاضل: حقيقةً لا أستطيع أن أجزم من خلال ما ورد في سؤالك إن كان هناك اضطراب نفسيٌّ قابلٌ للعلاج، فغير ضعف الثقة بالنفس، وغير الرهاب الاجتماعي؛ لم ألحظ الكثير، لذلك أشدُّ على يدك في ضرورة التغيير والخروج ممَّا أنت فيه، وأفضل وأسرع طريق هو أن تأخذ موعدًا مع الطبيب النفسي في العيادة النفسية؛ لأنه سيقوم بما لا أستطيع أن أقومُ به عبر استشارات أون لاين، حيث يقوم بفحص الحالة النفسية، ويسألك بعض الأسئلة التي توجّهه إلى وضع التشخيص المناسب، ومن ثمّ العلاج المناسب، سواءً كان علاجًا نفسيًّا بالكلام، أو العلاج الدوائي، وهذا بناءً على التشخيص الذي يمكن أن يصل إليه الطبيب.

أرجو -أخي الفاضل- ألَّا تُطيل بهذا الحال، وألَّا تتردد أو تتأخّر في مراجعة الطبيب النفسي؛ لأنه أيضًا قد يطلب بعض الفحوصات الطبية، التي تنفي بعض الأمور التي يمكن أن تفسّر بعض هذه الأعراض، كنشاط الغدة الدرقية، وكأمور تتعلق بالدم، فأرجو أن تبادر وتأخذ موعداً، ولعلّه خير -إن شاء الله تعالى-، ولا شك -بإذنه تعالى- أنك ستخرج من هذا الحال، طالما عندك هذا العزم بعد التصميم.

أسأل الله لك تمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً