الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشكلة القلق والخوف عند الخروج، فكيف أتخطى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم: أكتب لكم هذه الرسالة وقلبي يحترق، وأرجو مساعدتي بخبرتكم.

أنا شاب مسلم، وفي السنوات الأخيرة بدأت أحس بشيء غريب، حين أخرج إلى الشارع يصبح وجهي كئيبًا، وأعاني من القلق والارتباك الشديد، وحينما يمر بجانبي شخص أركز معه وأحاول تجنب نظراته وأزيد من سرعة خطواتي، وحينما أصل إلى وجهتي أصبح طبيعيًا، فما هو تشخيص حالتي؟

أرجو نصحي بالحل، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله أن الأعراض التي تنتابك هي مؤقتة وتزول بزوال المؤثّر؛ ممَّا يدلُّ على إمكانية التغلُّب عليها، وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل.

ثانيًا: لا بد من الجلوس مع نفسك ومعرفة الأسباب وراء ذلك، وهل هذه الأعراض كانت تنتابك بين الحين والآخر؟ أم هي ظهرت حديثًا كما هي؟ أم كانت منذ زمن بعيدٍ بنفس الحدة؟ وهل جاءت نتيجة لموقف اجتماعي مُعيّن؟ أم جاءت نتيجة لعزلة اجتماعية مررت بها لفترة طويلة؟ وهل هناك تغيُّر حدث في شكلك الذي اعتاد الناس عليه، حتى تنزعج من نظرات الناس وتجتنب مجرد الخروج للشارع، أو مقابلتهم؟!

ربما تكون هنالك مجموعة من الأسئلة لا بد من الإجابة عليها، ولكن نقول لك ربما الأمر يكون متعلّقًا بما يُسمى القلق أو الرهاب الاجتماعي، والذي ينتج في الغالب عن نقصان الثقة بالنفس، والخوف من الانتقادات أو تعليقات الآخرين.

وعلاجه – أخي الكريم – يكمن في المواجهة، أي مواجهة المواقف الاجتماعية وعدم تجنُّبها، إلَّا أن هذا الأمر يتطلب أولاً الاستعداد النفسي، وإزالة الأفكار السلبية عن نفسك، وعدم تضخيم مكانة الآخرين وإعطائهم حجمًا أكبر من حجمهم، بل النظر إليهم كبشر يخطئون ويصيبون، ولهم محاسن ولهم عيوب أيضًا.

فضع لنفسك برنامجًا يكون فيه الخروج يوميًا، وتعمّد ذلك بالذهاب إلى أماكن فيها مجموعة من الناس، وبادرْ بالسلام عليهم، ولا تُركّز على نظراتهم أو على تعليقاتهم إذا علَّقوا، فتكرار مثل هذا السلوك قد يؤدي إلى تخفيف القلق والارتباك شيئًا فشيئًا، إلى أن يزول نهائيًا. وإذا تيسّر الأمر في البداية اذهب أو اخرج مع من يُؤازرك من الأصدقاء، أو الأقارب لعدة مرات، ثم وحدك في المرات التي تلي ذلك، ولا تنس دعاء الخروج من المنزل، فإنه حصنٌ لك حتى ترجع بالسلامة.

فالأمر - إن شاء الله - يكون بسيطًا، فما عليك إذا استدعى الأمر أن هذا القلق وهذا الارتباك وهذه الكآبة التي تشعر بها ظلّت لفترات طويلة؛ فيمكنك الذهاب إلى الطبيب النفسي، وقد تأخذ بعض الأدوية البسيطة التي تُساعدك في تخفيف هذا القلق أو هذا الارتباك، ولكن لاقتلاع المشكلة من جذورها كرّر الخروج، وسلِّم على مَن تمرّ عليه، وحاول أن تُقيم أيضًا حلقات نقاش مصغرة تتكلم فيها مع الآخرين، وهذا أيضًا يُساعدك في زيادة الثقة بالنفس، والله أعلم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً