الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصرف العنف عن أطفالي؟ وما علاج العنف عند الأطفال؟؟

السؤال

كيف أصرف العنف عن أطفالي؟ والعنف عند بعض الأطفال، ما علاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقرَّ أعيننا بصلاح العيال، وأن يُلهمنا رشدنا، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يُصلح لأمتنا الأحوال.

أقصر طرق صرف العنف عن الأطفال هو أن يُشاهدوا فينا السماح، وأن يتلمسوا فينا هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ضرب بيده امرأةً ولا طفلاً ولا خادمًا، وهذا لأن العنف يُولِّد العنف، فممَّا يجعل الأطفال ينشأوا على الرحمة والتعاون مع غيرهم أن يُشاهدوا هذا في بيتهم، أن يُشاهدوا هذا ممَّن يُربِّيهم، ثم علينا أن نُبعدهم عن مشاهدة الأفلام التي فيها دعوة للعنف.

وعلينا أيضًا أن نُشكّل أمامهم قدوة حسنة، وعلينا أيضًا ألَّا نستخدم هذه الوسيلة، لأن الذي يُبرّر لنا أن نضرب هؤلاء الصغار هو الذي يُبرّر لهم أن يضربوا مَن هم أصغر منهم، والعنف عند الأطفال هو ما يُسمَّى بالتنمُّر، وهو عبارة عن سلوك عدواني متكرر، يهدف للإضرار بشخص آخر عمدًا جسديًّا أو نفسيًّا أو بشتى أنواع الأذى، وقد يكون من الأطفال فيهم من يحاول اكتشاف السلطة على حساب شخص آخر، أو هي أفعال سلبية متعمّدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، وله صور: منها التهديد، والتوبيخ، والإيغاظ، والاحتكاك، والركد، والدفع، والتقشير بالوجه، أو بالإشارة الغير لائقة، وهذا يدعو بعد ذلك إلى ما بعده.

ما هو أسباب هذا العنف؟
قد يكون للحرمان، وللاضطرابات النفسية، والعنف الأسري، والالكترونيات، وتحريض الوالدين، بعضهم يقول: (لا تأتيني إلَّا وأنت ضارب، لا تأتيني وأنت مضروب، خذ حقك ... كذا)، مشاهدة بعض الأشياء مثل المصارعة وأفلام العنف والاقتتال.

هذا العنف له آثار سالبة لأنه يُضعف ثقة الطفل بنفسه، وقد يترتّب على هذا العنف بين الأطفال غياب طفل من المدرسة، ولكي نعالج هذه المسألة بين الأطفال علينا أولًا أن نكون قدوة، وعلينا أن نُحسن تدريب القائمين بالعملية التعليمية حتى يُحسنوا إدارة الخلاف بين طُلَّابهم، وعلينا كذلك أن نُدرّبهم على قبول الاختلاف والحوار الرائع، وهذا ينبغي أن يُِشاهده الطفل في بيته وفي مدرسته ومجتمعه.

علينا أيضًا أن ندرّبهم على إدارة المواقف الصعبة، وعلينا أيضًا أن ننمّي القيم التي منها: السلام، والتعاون، والرحمة، والعطف. كذلك أيضًا علينا أن نستعدي الثقافة الشرعية التي فيها إخوة الإيمان، وفيها التحابب بين هؤلاء الأطفال. من المهم أن نتحكّم في مشاهداتهم، وعلينا أيضًا أن نحرص على أن نضع برامج علاجية بالاشتراك مع أهل الاختصاص، ونذكّر أبنائنا بأن الإنسان ينبغي أن يرحم إخوانه، بل نذكّرهم أننا لآدم وآدم خُلق من تراب.

فما أحوجنا إذًا إلى أن نتجنب العنف في تعاملنا مع أطفالنا، وعندها سيسهل علينا تربيتهم على أن يكونوا لطفين مع بعضهم، يُحسنوا التعامل، ويرحم بعضهم بعضًا.

وهذه مجموعة من الأطفال قُسِّمت إلى مجموعتين؛ مجموعة شاهدت فِلْمٌ يدعو للعنف مدة ربع ساعة، ومجموعة شاهدت في نفس الوقت فِلْمٌ يدعو للرحمة، ثم تم قطع تيار الكهرباء ليُشاهدوا النتيجة، فوجدوا مَن شاهدوا فلم الرحمة يُعينُ بعضهم بعضًا على الخروج من الظلام، ووجدوا من شاهدوا فلم العنف يضرب بعضهم بعضًا بالكراسي وبالآلات الحادة في الظلام. هذا فقط ربع ساعة، نسأل الله أن يُعين الأطفال الذين يجلسوا الساعات الطويلة أمام أفلام كلها أذى وقُبح وكلام بذيء وكله شر.

نسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات