الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لمرض الخلعة -الهلع عند المواقف الحرجة- علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مرض منذ نحو 15 سنة، يعرف عندنا في الجزائر بالخلعة، وهي عبارة عن حالة هلع تأتي عند المواقف الحرجة، وأحياناً بدون أي سبب.

هي عبارة عن عرق فوق منطقة السرة؛ حيث يصبح هذا العرق ينبض كالقلب، وتسبب لي هذه الحالة: الارتجاف، خفقان القلب، تعرقاً، أرقاً، تنملاً في الأطراف، ضيق التنفس.

هل لهذا المرض من علاج؟ علماً بأني حاولت العلاج بالحجامة وبكثير من الأعشاب فلم يتغير معي شيء.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الهلع من الاضطرابات النفسية المعروفة، ويرتبط باضطرابات القلق، وطالما أنك تعاني منه فترة طويلة فزيادة حالات الهلع بصورة متكررة يعني احتياج الحالة إلى العلاج الطبي، ولذلك أنصحك - أخي الكريم - بعرض نفسك على طبيب استشاري الطب النفسي، وسيتم تشخيص حالتك بسهولة - إن شاء الله - ولكن قبلها قد يحتاج إلى عمل بعض التحاليل والفحوصات الطبية، للتأكد فقط من أن هذه الأعراض ليست أعراضاً مرتبطة بأمراض عضوية.

أمَّا علاجها فهي من الأمراض كثيرة الحدوث، ومن الاضطرابات المعروفة، وكثير منها يتم علاجها والتخلص منها تمامًا، والشفاء منها بإذن الله تعالى، ولكن يحتاج إلى مشاركة في العلاج من قِبل المريض مع الطبيب، واستخدام الأدوية والمعالجات النفسية بشكل منتظم.

أخي الفاضل: أنصحك أن تعرض نفسك على الطبيب، وإذا تم اختيار أي نوع من الأدوية لمعالجة نوبات الهلع، ننصح بأخذ العلاج بشكل منتظم، والاستمرار عليه، ولكن قد تأخذ قليلًا من الوقت حتى تأتي نتائج هذه الأدوية، فالأدوية النفسية لا تعمل مثل أدوية الصداع أو كذا، فتأخذ وقتًا، ما لا يقل عن ستة أسابيع حتى تأتي بنتائجها العلاجية، لذلك أنصحك بالاستمرار على العلاج.

كما أنصح أيضًا أن تطرح أيضًا موضوع العلاج النفسي، فهناك أنواع من العلاجات النفسية الفكرية السلوكية التي قد تساعد في التخلص من نوبات الهلع، وهذه أيضًا قد تساعدك أيضًا في المستقبل لمقاومة أي نوع من أنواع القلق والظروف الضاغطة التي قد تمر على الإنسان، والتي تكون عادةً واحدة من أسباب حدوث نوبات الهلع.

عمومًا: أطمئنك أن هذا الأمر يمكن علاجه، وكذلك أيضًا أنصحك - أخي الفاضل - ألَّا تنسى تمارس كثيراً من الأشياء الإيجابية في الحياة، والتي بموجبها التخلص من اضطرابات القلق، وتُبعدك عن الخوف والهلع، ومن أهمها الشعائر الدينية المعروفة، مثل ممارسة عباداتك المختلفة.

كذلك الالتفات إلى قراءة القرآن، والاستفادة من وقتك في الذكر، وأيضًا لا أنسى أن أذكّرك بالالتفات إلى حياتك العلمية وحياتك الاجتماعية؛ لأن في ذلك كثيراً ممَّا يوفر لك المناعة القوية لمواجهة ضغوطات الحياة المختلفة والتي يمكن أن تكون سببًا في موضوع القلق أو اضطرابات القلق.

رغم أن الحجامة قد تكون من أنواع العلاجات لأمراض كثيرة، إلَّا أنه في اضطراب الهلع لا يوجد ما يدل على أن الحجامة قد تكون واحداً من أنواع العلاجات.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفيدك بما قدمنا لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً