الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالنقص وأن الناس تنظر لي بدونية، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

أعاني من فقدان الثقة بالنفس، والشعور بالنقص بسبب عمل أحد أفراد أسرتي، وهي جدتي رحمها الله؛ حيث كانت عاملة بأحد المنازل، تقوم بكل ما يلزم داخل هذا البيت.

أشعر أن الناس تنظر إلي نظرة دونية بسبب ذلك، وأفكر فيما يعتقده الآخرون عني بسبب ذلك الأمر، أنا أتألم نفسيًا، وأشعر أني أقل من الآخرين، أفيدوني -بارك الله فيكم- تأتيني نوبات من القلق والتوتر بسبب هذا الأمر تسببت في إصابتي بالقولون.

أنا الآن أتعاطى عقار دوجماتيل، وليبراكس، وكولونا، خفت أعراض القلق والتوتر، والألم النفسي، والإحساس بالنقص خف كثيرًا، لكن تأتيني كنوبات، أريد أن أتخلص منها تمامًا.

بالإضافة إلى أن شخصيتي حساسة، وكان ينتابني شعور بالشك، لكنه خف كثيرًا، لكن المشكلة أني أركز فيما يعتقده الآخرون عني، وأتوه في الأفكار السلبية المؤلمة فيما يعتقده الآخرون عني، وأفكر يا ترى الناس تعتقد عني ماذا بسبب جدتي؟!

هذه الأعراض تنتابني منذ سنوات، وذهبت بدون علاج، ثم من حوالي سبعة أشهر جاءت وبشدة ثم ذهبت، وجاءت مرة أخرى منذ شهرين، وتعاملت معها بالأدوية هذه، فهي الآن موجودة، لكنها ليست شديدة كما في السابق؟

أفيدوني بارك الله فيكم، هل هذا اكتئاب أم مرض عقلي؟ كنت أشاهد المواد الإباحية لسنوات، ولكن منذ فترة ليست بالقليلة توقفت عنها، فهل ما يحدث لي بسبب الإباحية؟ وهل الإباحية لها علاقة بالأمراض النفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على استشارتك التي اطلعت عليها، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من بعض أعراض الشعور بالنقص، وعدم الثقة في النفس، وبعض أعراض القلق، والتي ذكرت أنك تتلقى لها بعض العلاجات، ورغم التحسن إلا أنك لا زلت تعاني من بعض النوبات، التي تأتيك في شكل أفكار سلبية كما ذكرت.

عمومًا أولًا: الشعور بالنقص من خلال إحساسك بعمل جدتك يجب التخلص منه بطريقة التفكير الإيجابي، فليس هناك أي عيب في أي عمل مهما كان، ويجب عليك أن لا تفكر كثيرًا فيما قامت به، أولًا أنت لست مذنبًا بأي شيء قام به الآخرون مهما كان رأيك في عمل جدتك أو خلافه، فإن هذا الأمر يجب أن لا يؤثر عليك أنت شخصيًا.

ثانيًا: فيما يتعلق بموضوع الشخصية الحساسة، فهناك أنواع مختلفة من البشر، ولذلك درجات الحساسية تختلف من شخص إلى آخر، وإذا كنت أنت حساسًا، فإن ذلك يجعلك أكثر عرضة إلى الشعور بالقلق.

استجابتك للعلاج الدوائي من القلق يعني أنك فعلًا سلكت الطريق الصحيح إلى العلاج، وأن هذا القلق يحتاج إلى العلاج الدوائي، وأنك استجبت إلى العلاج الدوائي، ولكن ما تبقى من علامات القلق وفقدان الثقة بالنفس يحتاج إلى العلاج النفسي، والعلاج النفسي يكمل العلاج الدوائي في مثل حالتك، وهو من الأشياء التي يمكنك بواسطتها التخلص بصفة مستديمة، وتغيير كثير من طريقة تفكيرك وطريقة حياتك؛ حتى تساهم في التخلص من هذه النوبات بصورة مستديمة.

أولًا: العلاج النفسي يندرج في أنواع مختلفة من التدخلات النفسية، وخاصة العلاج النفسي السلوكي الفكري، وهو من أنواع العلاجات المستخدمة في مثل هذه الحالات، والتي يمكن من خلالها التخلص من الأفكار السلبية وتغييرها إلى أفكار إيجابية، وبالتالي ينعكس ذلك على إحساسك بالثقة بالنفس، وإعادة ثقتك بنفسك، وإحساسك بالحياة بشكل إيجابي والتخلص من الشعور بالنقص، ومن خلالها أيضًا التخلص من علامات القلق التي تحدث في مثل هذه الحالات.

عمومًا القلق والاكتئاب يأتيان أحيانًا متشاركين؛ بسبب أن المسببات في معظم الحالات متشابهة ومتشاركة، وبالتالي ما تأخذه من علاجات من خلال مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، فهو مكمل لبعضه البعض، ولكن العلاج النفسي مكمل للدوائي، ولا بد لك من استشارة الأخصائي النفسي؛ حتى يقوم باختيار أنواع التدخلات العلاجية المناسبة في مثل حالتك.

كما أنه أيضًا لا بد من أخذ بعض الاحتياطات الأخرى، التي يمكنك من خلالها التخلص من كثير مما يسبب لك فقدان الثقة بالنفس، فمن ذلك التركيز على العمل، والتركيز على الحياة والأشياء الإيجابية في العمل، وكذلك الانتباه إلى الأمور الاجتماعية، والتركيز على الجوانب الإيجابية في ممارسة الحياة الاجتماعية، والارتباط بالأسرة.

هنالك أيضًا الجوانب الرياضية مهمة، وخاصة التمارين الرياضية التي تساعد على التخلص من نوبات القلق ونوبات الاكتئاب، وأيضًا الجوانب الأخرى التي تساعد على الاسترخاء، هنالك كثير من التمارين التي يمكن أن يمارسها الإنسان، والتي تساعد على الاسترخاء.

وختامًا: أيضًا هنالك الكثير من الممارسات التي يمكن من خلالها استعادة توازن النفس الاجتماعي والفكري، من خلال الالتفات إلى الحياة الروحية، من ممارسة الشعائر الدينية، والالتزام وممارسة القراءة مثلًا، قراءة القرآن، الأذكار، الالتفات إلى الأشياء التي يمكن أن تساعدك على التخلص روحيًا، ونفسيًا من هذه الأفكار السلبية. وكذلك تساعدك على التخلص مما ذكرت من بعض الممارسات الجنسية، والتي تؤدي أحيانًا إلى زرع الجوانب السلبية في حياتك مثل: ممارسة الإباحية، أو مشاهدة الإباحية، فهذه السلوكيات في حد ذاتها تفاقم حالتك النفسية والروحية، وبالتالي تمنعك من التخلص من الأعراض، ولذلك واجب التخلص منها في مثل هذه الحالة، لكي تساعد نفسك على الكثير من الاستشفاء.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (229145 - 2413440 - 2360564 - 2288240).

وفقك الله إلى الالتزام، وسدد خطاك، ورزقك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً