السؤال
أواجه مشكلة وهي أنني لا أثق في نفسي في مجال التعليم؛ فأرشدوني.
أواجه مشكلة وهي أنني لا أثق في نفسي في مجال التعليم؛ فأرشدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قضية الثقة بالنفس يجب أن تكون أمراً متكاملاً، أي لا يركز الإنسان على جانب واحد، ويبدأ في أن يعيب نفسه أو يحقِّرها أو يقلل من قيمتها.. القضية قضية متكاملة، بمعنى أن يرى الإنسان نفسه فعّالاً في جميع المجالات.. كثير من الناس يقللون من قيمة أنفسهم أو يحقرون ذواتهم، وذلك بأن يكون تقديرهم لأنفسهم سلبيّاً، هذا هو لب المشكلة، وهذا بالطبع يؤدي إلى فقدان الثقة في النفس، ويؤدي إلى ضعف في الشخصية، ويؤدي إلى الاعتمادية - في بعض الأحيان – ودائماً الشعور بالفشل والذي يتولد عنه التوجه السلبي والتشاؤمي.
أولاً: يجب أن تثق في نفسك، وقل لنفسك: أنا يجب ألا أقيّم نفسي سلبيّاً، لابد أن أنظر في إيجابياتي، لابد أن أقبل نفسي بوضعها الحالي ثم أعمل على تطويرها.. والإنسان يطور نفسه: بأن يكون فعّالاً، بأن ينظم وقته، بأن تكون له أهداف في الحياة، بأن يتواصل اجتماعيّاً.. هذه الأطر العامة للفعالية.
الفعالية تعتبر طاقة نفسية داخلية يمكن للإنسان أن يستغلها إيجابيّاً وبذلك يتذكرها، ومحاولة عدم المساومة مع النفس وتضييع الوقت، ويمكن لهذه الطاقة الدافعية أيضاً أن توجه سلباً، بمعنى أن يكون الإنسان دائماً متشائماً، دائماً يقلل من قيمة ذاته، هذه تؤدي إلى سلبيات كثيرة.
في مجال التعليم أولاً: عليك أن تضع هدفاً، والهدف واضح وهو أن تتعلم وأن تتميز وأن تتحصل على درجة علمية، تذكر أن الإنسان يمكن أن يفقد كل شيء في هذه الحياة، ولكن لا أحد يستطيع أن يأخذ منك علمك ودينك، العلم والدين لا يفقدهما الإنسان مطلقاً لأنه لا يستطيع أحد أن يأخذ منك أي منهما، المال قد يفقد، الصحة قد تضيع، كل هذه الأمور قد تضييع، لكن العلم والدين إن شاء الله هي محفوظة، وهي تعتبر ممتلكات شخصية خاصة جدّاً، لا يستطيع أحد أن يعتدي عليها.
إذن تذكر أهمية التعليم، وتذكر أن التعليم أصبح واجباً، وتذكر أن مطلب العلم قد يرقى لدرجة الفريضة أو الواجب الديني، هذه كلها تعطيك الدافعية.
ثم بعد ذلك – بعد أن حددت هذا الهدف – يجب أن تنظم وقتك، إدارة الوقت يعتبر أمراً ملازماً للنجاح، كثير من الناس لديهم المقدرات العقلية، المقدرات المعرفية، المقدرات الذهنية، لكنهم لا يديرون وقتهم جيدّاً.. إذن عليك أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وزع الوقت، قل: سوف أقوم وأستيقظ لصلاة الفجر، ثم بعد ذلك أجهز نفسي وأذهب للدراسة، ثم آتي من الدراسة وآخذ قسطاً من الراحة، ثم أحاول أن أراجع دروسي، يمكنك أن تقوم بأي عمل ترفيه معقول، مارس شيئاً من الرياضة، في نهاية الأسبوع يمكن أن تزيد من اطلاعك، من المذاكرة ومن التواصل الاجتماعي ومن الترفيه للنفس.. هذه كلها أمور متاحة ومشروعة جدّاً، إذن تنظيم الوقت هو الأساس.
ثالثاً: يجب ألا تؤجل درس اليوم إلى الغد، هذا قانون ذهبي، قانون غالي جدّاً، من اتبعه إن ـ شاء الله ـ لن يضيع.
دائماً للإنسان يمكن أن يربط العلاقة الدراسية بالصلوات، الصلوات يجب أن تكون في وقتها ((إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا))[النساء:103]، مع بُعد المقارنة بالطبع، ولكن يمكن أن تتمثل بذلك.. تذكر أن الدراسة أيضاً يجب أن تكون لها وقتاً معلوماً.. اربطها بالوقت.. لا تؤجلها أبداً.. هذا إن شاء الله يعطيك الحافز والدافعية.
رابعاً: لا بأس أبداً من أن يستعين الإنسان بإخوته الصالحين المتفوقين المثابرين الناجحين، يمكن للإنسان أن يدرس معهم وأن يسترشد بهم وأن يتخذهم كقدوة ويأخذ بمنهجهم.. هذا شيء ضروري.
خامساً: لا مانع أبداً من أن تستفيد من المعلمين وتقبل توجيهاتهم، وتسألهم.
سادساً: هنالك أمر ضروري جدّاً مرتبط بالتعليم وهو، أن يزيد الإنسان من اطلاعاته غير الأكاديمية (خارج الدروس)، هذه أيضاً تقوي المعرفة وتقوي الرغبة في التعليم وتوسع الآفاق وتجعلك تكون أكثر انطلاقاً وجدية في تعليمك.
هذه أسس رئيسية التي تقوم عليها الثقة والمثابرة في التعليم من أجل تحقيق أفضل النتائج.. إذن عليك أن تضع الهدف! والهدف هنا: التعليم والتفوق والتميز، ضع الآليات، الآليات هي: المثابرة والانضباط وعدم مساومة النفس أو الانقياد لها في التكاسل، إدارة الوقت، وبعد ذلك تأتي الثقة في النفس في كل شيء: في الإقدام، في أنك تقوم بواجبك، في التزامك الديني، حضورك لحلقات التلاوة.. هذه الفعاليات ترفع من الهمة، الإنسان إذا رفع من همته يستطيع أن ينجز، الهمة في العبادة، الهمة في الدراسة، الهمة في السمو، في التواصل.. إذن اجعل هذا هو منهجك ونسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح.
وبالله التوفيق.