الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة الصحيحة للتخلص من هموم الناس ومن كثرة التفكير

السؤال

أعاني من كثرة التفكير، أفكر في كل شيء، وأحمل همي وهم الناس، وأخاف أن يقع لي مثلهم من مرض أو مشكلات أو حتى وفاة، ماذا أفعل؟ وهل الصداع الخفيف من الخلف وعلى الجانبين من كثرة التفكير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان حين يفكر كثيراً ويعظم ويجسد الأمور البسيطة ويكون مشغولاً بها دائماً، وحين تنتابه الهموم البسيطة يكون غالباً لديه علة بسيطة في الشخصية، أي أن الشخصية من النوع القلق، هنالك شخصيات قد جبلت على القلق، ولذا يكثر التفكير والانشغال والتشتت في الذهن، وتحدث أعراض جسدية مثل الصداع الذي ذكرته، وكذلك الألم على الجانبين، وذلك ناتج بالطبع عن انشداد عضلي.

أؤكد لك أنه ليس بمرض عضوي، كما أنه لا يعتبر مرضاً نفسياً، إنما هو ظاهرة نفسية.

عليك أن تأخذي الأمور ببساطة أكثر، عليك أن تعبري عن نفسك، لا تتركي الأمور البسيطة تحتقن في داخل نفسك؛ لأن احتقان الأمور خاصة الأشياء الغير مرضية ربما تؤدي إلى مثل هذه السلبيات، كوني إيجابية في تفكيرك، حاولي أن تقللي من شأن الأمور، قولي مع نفسك: أنا لماذا أشغل نفسي، هذه أمور بسيطة، ليس من الضروري أن أهتم بها.

اشغلي نفسك بعظائم الأمور، بهموم الأمة وأمور بيتك، فهذا إن شاء الله تعوضك كثيراً عن انشغالك بالأمور البسيطة.

هنالك أمور من العلاجات النفسية السلوكية منها:

تمارين الاسترخاء تعتبر جيدة جدّاً، فهنالك الكثير من الكتيبات والأشرطة والمعالجين النفسيين بالمملكة العربية السعودية يمكن الاستعانة بهم لكيفية إجراء هذه التمارين.

إذا كان هذا غير ممكن فهنالك طرق جيدة جدّاً لإجراء هذه التمارين، فيمكنك أن تستلقي في مكان هادئ -على السرير مثلاً- وتكون الإضاءة خافتة بعض الشيء، وتتأملي في شيء جميل، ثم قومي بغمض العينين وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً -الشهيق- واملئي الصدر مع ارتفاع البطن، وهذا يتأتى بأن يكون التنفس شديداً وقويّاً وبطيئاً وعميقاً، بعد ذلك اقبضي الهواء قليلاً في الصدر والبطن، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء ببطء وتدرج وهذا هو الزفير.. كرري هذا التمرين لعدة مرات بمعدل مرتين في اليوم.

هنالك تمرين آخر وهو استرخاء العضلات، تأملي أنك مسترخية في عضلاتك، ابدئي بعضلات القدمين ثم الساقين ثم الحوض ثم البطن ثم الرقبة، وهكذا.

هذه تمارين تعتبر تمارين جيدة وممتازة وفعّالة جدّاً.

أيضاً أي نوع من الرياضة إذا مارستيها – ما يتوفر لك من الرياضة في داخل البيت أو خارجه – هي أيضاً تفيد وتنفع.

لا شك أن الالتزام بتلاوة القرآن والمحافظة على العبادات خاصة الصلوات في أوقاتها وكذلك الأذكار تريح الإنسان وتبعث على الطمأنينة.. أنا على ثقة أنك حريصة في هذا الأمر، ولكن وددت أن أقوله لك من قبيل التذكرة لنا ولك إن شاء الله.

أيضاً العلاج الدوائي يساعدك إن شاء الله كثيراً، فهنالك أدوية تساعد في مثل هذه الأعراض، من هذه الأدوية عقار يعرف باسم فافرين، وهذا الدواء جيد جدّاً، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 50 مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 100 مليجرام، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضه إلى 50 مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عنه.

لا مانع أن يدعم هذا الدواء بدواء آخر يعرف باسم فلونكسول، وأنت محتاجة لجرعة صغيرة جدّاً منه، وهي حبة واحدة من فئة نصف مليجرام، أرجو أن تتناوليها يوميّاً في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عنه.

الحالة بسيطة إن شاء الله، فقط لا تكوني حساسة نحو الأمور، واتبعي الإرشادات السابقة، وتناولي العلاج الذي وصفته لك، وأنا متأكد بإذن الله تعالى أنك سوف تصبحين أكثر استرخاءً وأقل هموماً، وسوف يختفي كثرة التفكير وتشتته.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً