لا أشعر بأي حب نحو زوجتي.. هل تطليقي لها يعتبر ظلماً؟
2014-03-12 04:37:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا رجل في الرابعة والثلاثين من عمري، تزوجت حديثًا من امرأة ذات دين وخلق، مثقفة، وتعمل مثلي، ومن عائلة طيبة جدًا ومحترمة، رأيتها، فأرسلت لها بأني أريدها لقصد شريف؛ لأنها أعجبتني، تعرفت عليها، وخلال خمسة أشهر تمت الخطبة، ثم اقترحت عليها الزواج وتزوجنا، حدث لي كل ذلك بتلك السرعة، لكنني كنت سعيدًا جدًا بها؛ لأنها جميلة، ولكل المواصفات التي ذكرتها أعلاه, لكن ما أن رأيتها في أول ليلة حتى نفرتها كثيرًا، إلى اليوم لا أعرف ماذا حدث لي؟ يقول لي الجميع إنها جميلة، أما أنا فأراها غير ذلك، وجسمها ليس شهيا، شعرت بنفوري منها من أول يوم زواج.
كانت تخفي في البداية وتتظاهر ألا شيء يحدث، وتحاول التقرب مني، لكنها بدأت تتحسس من الأمر، خاصة وأنني لا أقترب منها كثيرًا، ولا أطيق حتى وجودها بجانبي، لم تكن تملأ عيني، ولا تشبع رغباتي الجنسية، ولا أشتهيها إلا نادرًا.
مع العلم أننا كنا نمارس العلاقة الزوجية بانتظام، وكنت أحاول أن أجبر نفسي كي لا أؤذيها، لكنني سرعان ما انتهي وأتركها، لا أنكر أبدًا انها كانت تفعل ما بوسعها لتبدو جميلة، تلبس أفضل ما لديها، تتجمل دائمًا وتتعطر، وهي امرأة نظيفة إلى أبعد حد، حريصة دائما على نظافتي، ونظافة المنزل.
بعد أربعة أشهر ونحن على هذه الحال، صارحتها بالحقيقة التي أبكتها كثيرًا قلت لها أنني لم أحبها يومًا، وأنني لا أشعر بشيء تجاهها إلا بالنفور والضيق، نحن لم نبق مدة طويلة قبل الزواج، ولم أتعرف عليها جيدًا، وأشعر أنني استعجلت كثيرًا، فطلبت مني أن نحاول من جديد، وأنها ستجعلني أحبها، لكنها لم تفلح، وبعد شهر طلبت منها أن نبتعد قليلاً عن بعضنا بأن تذهب عند أهلها فوافقت على مضض، رغم رفضها في البداية، ورغم رفض أهلي الذين يحبونها كثيرًا.
عادت إلى بيت اهلها وافترقنا، وما أن خرجت من البيت حتى شعرت براحة كبيرة، وقررت أخيرا أن ننفصل نهائيًا.
قمت بناء على طلبها بعمل رقية، لكنني -الحمد لله- لست مسحورًا ولا معيونًا، أنا فقط لا أحبها، ولا أطيقها، وما عدت أريدها، وقررت تطليقها، هي حاولت كثيرًا أن تثنيني عن الأمر لكنني مصر، أريد أن أفهم الحكم في هذا؟ هي تقول أنني أظلمها، هل أنا بالفعل أظلمها؟
عليّ أن أذكر أنها لا تشكو من أي عيب خلقي، هي فقط نحيفة في جزئها العلوي خاصة، لكنها لا تشكو من أي خلل آخر لا خلقة ولا خلقا.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أيها الأخ الكريم والابن الكريم، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى وقفات، وبإمكانك أن تُصلح حال هذه المرأة، وحال هذه الأسرة وتعود الأمور إلى نصابها وصوابها، ونحب أن نؤكد أن الأمر فعلاً قد يحتاج إلى رقية شرعية، ومزيدًا من الرقية الشرعية، وأرجو أن تكون ممن يحافظ على الصلوات والأذكار، وهي أيضًا عليها أن تقرأ الرقية الشرعية، وكنا نتمنى أيضًا أن تحاول محاولات أخرى في غير البيت، كأن تذهبوا إلى فندق، أو نحو ذلك، ولكن الآن عمومًا أيضًا الفرص أعتقد أنها متاحة، والإنسان لا يرضى مثل هذا الموقف لأخته أو لبنته، ولذلك لا نرضاه لبنات الناس بهذه السهولة.
أما إذا تأكدت فعلاً من هذا النفور، ولم تكن له أسباب ظاهرة، أو كانت له أسباب مقنعة، فأرجو ألا يكون حرج عليك، بل الخير لك ولها أن يحصل هذا الفراق قبل أن تأتي بعد ذلك بذرية فتتعقد المسألة أكثر.
أما ما ذكرت من نحافتها في الجزء العلوي، فكنا نتوقع صبرك، وخاصة أن المرأة طبعًا جسمها يتغير بعد الزواج، ونعتقد أن هناك فرصا كثيرة سواء كانت طبية، أو غيرها لتعديل مثل هذه الأوضاع، ومرة أخرى: نتمنى أن تعيد النظر في هذه المسألة، وتحاول أن تعالج أسباب هذا النفور، وطبعًا بإمكان أي إنسان طلق زوجته - خاصة إذا كان يحمل تجاهها هذه المشاعر النبيلة، وأسرته تحمل هذه المشاعر النبيلة، وليس فيها عيب – فنعتقد أن الأمور يمكن أن تعود إلى نصابها وصوابها.
نتمنى أن تدرس المسألة من كافة النواحي الطبية والنفسية والشرعية، وتحاول أن تتعرف على أسباب هذا النفور وتاريخ هذا النفور الذي حدث، وكما قلنا الرقية الشرعية لا مانع من تكرارها، والاستعانة بأكثر من راق ممن يتبع الكتاب والسنة في رقيته، وكذلك تكرار اللجوء إلى الله والتضرع إليه من الطرفين، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يرد هذه الأسرة إلى الصواب وإلى استقرارها، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق.