هل يحتاج مريض الذهان للعلاج مدى الحياة، أيا كان نوع العلاج؟
2015-03-30 04:12:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدينا استشارة عاجلة.
أصيب أخي بالذهان عام 2012، وقد أدخلناه المستشفى وعولج بالصدمات الكهربائية، وبعد خروجه من المستشفى وصف له الطبيب إبر هالدول 100 لمدة سنة، ثم عيار 50 مع ليبونكس نصف حبة يوميا، واستمر بالدواء وشفي تماما، وذهبت عنه كل الأعراض وأصبح طبيعيا، لكننا بعد سفرنا إلى الأردن لم نتمكن من الحصول على الدواء المرافق للإبر (baltan) لأنه يحتاج لوصفة طبية، قمنا بإيقاف الإبر لمدة خمسة أشهر دون أن تظهر عليه أي أعراض، ولكن منذ ثلاثة أيام بدأت أعراض الذهان تظهر عليه، هلوسات وحركات غير طبيعية.
نرجوك يا دكتور أن ترشدنا عاجلا وبأسرع وقت، هل نعطيه إبر هالدول 100؟ وهل يجب تغيير الدواء كليا؟ أم الأفضل نقله للمستشفى لإجراء صدمات كهربائية؟ وهل إيقاف الإبر هو سبب انتكاسة؟ وهل كان يلزم إعطاءه الإبر مدى الحياة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لأخيك العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة، معظم الأمراض الذهانية حين يُصاب بها الإنسان وينهى المرحلة العلاجية لا بد أن يكون على الأدوية كمرحلة وقائية، وهذا مهم جدًّا، وهذا الأخ – حفظه الله – من الواضح أن حالته قد انتكستْ بعد أن توقف عن تناول الـ (هالدول Haldol)، والهادلول دواء أساسي مضاد للذهان.
الآن – أيتها الفاضلة الكريمة – أرى أن هذا الأخ يمكن أن يتناول الهادلول في شكل حبوب إذا كانت الإبرة غير ممكنة، جرعة خمسة إلى عشرة مليجرام في اليوم قد تكون كافية جدًّا، أما إذا توفر الهالدول إبراً فيمكن أن يرجع ويتناوله بذات الكيفية السابقة.
هذا الأخ - الحمد لله تعالى - كانت استجاباته ممتازة جدًّا للهالدول بالرغم أنه من الأدوية القديمة، لكنه دواء فاعل جدًّا، فالذي أرجوه هو أن ترجعوا وتعطوه عقار الهالدول. يفضل في المرحلة الأولى أن يتناوله في شكل حبوب، خمسة إلى عشرة مليجرام يوميًا، وبعد أسبوع إلى أسبوعين يمكن أن يُعطى الهالدول في شكل إبر، لأن الحبوب قد تكون أسرع نسبيًا.
قد لا يحتاج لجلسات كهربائية، لكن قطعًا إذا تمَّ فحصه بواسطة طبيب قد يكون هذا أفضل، وحقيقة مقابلة الطبيب ذات جدوى كبيرة، مثلاً هذا الأخ – حفظه الله – إذا كان الآن لديه مشكلة في النوم الهالدول لن يُساعده كثيرًا، فيحتاج لمضاد آخر للذهان، كالـ (زبركسا Zyprexa) أو الـ (سوركويل Seroquel) مثلاً، أو حتى في الأدوية القديمة عقار (Carbamazepine)، فإذن الأمر إذا تم بواسطة الطبيب أعتقد أن ذلك سيكون أفضل وذو جدوى.
سؤالك: هل إيقاف الإبر هو سبب الانتكاسة؟ نعم، لا شك أن التوقف عن الهالدول وهو دواء أساسي مضاد للذهان كان سببًا في الانتكاسة التي أُصيب بها هذا الأخ، أسأل الله له العافية، المهم – أيتها الفاضلة الكريمة – أن نستفيد من هذه التجربة، بمعنى أن نكون حذرين وحريصين ألا يُوقف الدواء عنه، وبذلك نكون – إن شاء الله تعالى – أبعدناه من الانتكاسات، لأن الانتكاسات هذه إذا تكررت أيضًا تُقلل فرصة المريض في الشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة، أنصح بجانب العلاج الدوائي بالنسبة لهذا الأخ، أن تكونوا حريصين جدًّا على تأهيله اجتماعيًا، يعني ألا يُعامل كمعاق، يجب أن يشارك في المشاركات الاجتماعية والأسرية، في المناسبات، اهتماماته بمظهره الشخصي، قيامه بواجباته الاجتماعية، ويا حبذا إن كان له عمل، لأن العمل من أفضل وسائل التأهيل العلاجي.
أما بالنسبة: هل يلزم إعطاؤه الإبر مدى الحياة؟ مرضى الذهان إذا حدثت لهم أكثر من انتكاسة، هذا يعني أنهم لا بد أن يكونوا على العلاج الدوائي لمدة طويلة، لا أستطيع أن أقول مدى الحياة، لكن على الأقل لمدة خمسة سنوات، على أن يظل تحت التقييم العلاجي بواسطة الطبيب المختص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.