أعيش مع التخيل الدائم حتى تعبت وآلمني رأسي، هل من حل؟
2015-06-20 22:36:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة أبلغ 23 سنة، طالبة جامعية في الهندسة, مشكلتي أني أتخيل دائمًا منذ زمن بعيد، حتى أني لا أتذكر متى بدأت معي هذه الحالة، لكن المؤكد أنها أكثر من عشر سنوات, أتخيل أشخاصًا لا أعرفهم، أعدلهم مثل ما أشاء، وأعيش قصصًا مختلفة ومغامرات وأحداثًا بعيدة تمامًا عن واقعي على حسب نفسيتي، وأكون مرات الفتاة المثالية، ومرات المظلومة الحزينة، أو المرأة الناجحة.
أتخيل كل شيء، وتتأثر نفسيتي، حتى أني مرات أبكي أو أفرح من تخيلي, وأقوم بهذا مرات عديدة في اليوم، وحتى مع وجودي مع الناس، وفي الواقع أبدو فتاة طبيعية، وتصرفاتي سليمة، لقد حاولت كثيرًا منع نفسي من التخيل، لكن دون جدوى، أتوقف لمدة حتى أجد نفسي رجعت لها. أحيانًا أحس أنه قد يأتي وقت أجن فيه، وقد لا أصبح أفرق بين الواقع والخيال، لقد أدمنت على هذه العادة، وأصبحت جزءًا من حياتي، وأشعر أنه من المستحيل التخلي عنها.
أرجو منكم أن تفيدوني أو تجدوا حلولًا تقريبية لمشكلتي، لقد وصل بي الحال أن يتعب ذهني من شدة التخيل، وأشعر بألم في رأسي.
أكثر من التخيل خاصة عند الفشل أو الإحباط في شيء معين، وأيضًا عند شعوري بالوحدة والفراغ قد أفعل هذا؛ لأهرب من واقعي, مع العلم أني فتاة وحيدة في البيت، ولا أتواصل كثيرًا مع الناس.
أتمنى أن تفيدوني، واعذروني على الإطالة.
وشكرًا جزيلًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: موضوع حديث النفس إلى النفس هو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل. فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول: إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة.
هناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور، أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية؛ فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط، لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.
وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال كما ذكرت. فنرشدك بتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وحاولي الاستعانة بالله –أولاً- ثم الآخرين، واعرضي عليهم آراءك ومقترحاتك، وناقشيهم في آرائهم ومقترحاتهم، وستخرجين -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك، وتجنبي مقارنة نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا.
والحمد لله -يا أختي الكريمة- أنك وصلت هذه المرحلة التي يحلم بها كثير من الشباب دون سنك. وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل، حيث التفكير في التخرج، والحصول على الشهادة الجامعية، والتفكير في العمل والحصول على الوظيفة المناسبة، أو التفكير في الزواج وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية المثمرة. وليكن همك هو إرضاء المولى -عزّ وجلّ- لتنالي الرفعة والسعادة في الدنيا والآخرة.
وأشغلي لسانك بذكر الله تعالى، وركزي على الحاضر، وحاولي الاستمتاع بما فيه، وتدربي على إنجاز خطتك اليومية، ثم الأسبوعية، ثم الشهرية، فالسنوية، وعددي تجاربك الناجحة، واذكري أسباب النجاح، وعددي تجاربك الفاشلة، واذكري أسبابه.
وفقك الله تعالى لما فيه الخير.