كلما رآني عيّرني باسم أكرهه، فما الحل مع هذا الطالب؟

2015-12-27 23:29:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن تساعدوني على حل مشكلتي التي قد ترونها صغيرة، لكنها بالنسبة لي كبيرة جدا.

أنا طالب، وأثناء الدراسة أطلق زميل لي علي اسما أكرهه، وراح يعيرني به أمام الناس والأصدقاء؛ حيث إنه يتعمد مناداتي به أمام أي جمع حتى يضحكهم علي!

أصبحت أتجنب المشاركة وتقديم العروض الدراسية؛ حتى لا يناديني بهذا الاسم! كما أنني اعتزلت معظم التجمعات الطلابية؛ لأنه مشارك بها، كما أنني إذا رأيته في طريق أسلك طريقا آخر؛ حتى لا يبدأ بتعييري بالاسم الذي أكرهه لأنه بمجرد أن يراني يبدأ تعييري بهذا الاسم لمدة (5) أيام في كل أسبوع! فهو لا يمل من فعل هذا، وهذا ما سبب لي حرجا كبيرا أمام الناس.

أصبحت حياتي غير مطمئنة، وأصبحت دائم التوتر والقلق؛ لأنني أصبحت متأكدا من أنه إذا رآني سيبدأ بتعييري، وهذا ما انعكس سلبا على نفسيتي وتعاملي مع أهلي، كما أنني أصبحت قليل الكلام لدرجة أن الأستاذ أو الدكتور لا يعلم بوجودي، وكل ذلك خوفا من أن يبدأ ذلك الزميل بتعييري بذلك الاسم، وأصبح الناس يأخذون حقي مني وأنا لا أستطيع فعل شيء؛ لأنه بمجرد حدوث أي مشادة مع أي شخص يبدأ بتعييري بنفس الاسم الذي أكرهه.

من شدة كرهي لهذا الطالب -الذي أطلق علي هذا الاسم- صرت أدعو عليه بالموت، وكم تأتيني تخيلات أني أقتله أو أن حياتي كم ستصبح سعيدة لو أنه مات أو قتل.

أصبحت أدنى أمنياتي أن أحيى حياة مطمئنة بدون قلق ولا توتر مثل باقي الطلاب، لكنني بدأت أحس أنه مستحيل بالنسبة لي، فأتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إننا نسمي ما ورد في سؤالك من تعيير هذا الطالب لك أو تسميتك بأسماء لا تحبها، نسميه "التنمّر" أو (Bullying)، والتنمر هو أن يقوم شخص، وهو طالب عادة لأن أكثر ما يجري هذا التنمر هو في المدارس، وأحيانا في الجامعات أو أماكن العمل، حيث يقوم المتنمّر بالتعرض للضحية المتنمّر به بالإيذاء من قول الكلمات التي لا تليق، أو التعليق، أو السخرية، أو التنكيت، أو الاستهزاء، أو حتى إلقاء الأشياء على الضحية أو حتى الشتم والضرب...

والتنمر قد يقع من طالب صبي أو شاب لآخر مثله، وأحيانا بين طالبة لأخرى، أو بين طالب لطالبة. وهناك الكثير من الطلاب ممن يتعرض للتنمر، مما قد يترك آثارا سلبية على المتنمر به، وكثير منهم قد يترك المدرسة والتعليم بسبب تعرضه لهذا التنمر المزعج.

وأرجو أن تتنبه أن السكوت على التنمر هذا لا يجعل المتنمر يكفّ عن أذاه، بل على العكس ضعف الضحية يقوي المتنمر أكثر ويشجعه على المزيد! فما العمل؟

المدارس والجامعات الجيدة عادة تنبه طلابها لمشكلة التنمر، وتدعوهم لأن يخبروا عن أي تنمّر يمكن أن يتعرض له أي طالب. ولذلك فالحل الأمثل أن تتحدث مع والديك أو أسرتك عن الأمر، وليس هناك عيب في هذا، ومن ثم يمكن أن تخبر إدارة الجامعة، أو يتصل أحد والديك بإدارة الجامعة للعمل على تحذير هذا الطالب من عدم الاستمرار بالتعرض لك، والعمل على إيقاف تنمّره عليك. فإيقاف هذا الإزعاج ليس من مهمتك أنت كطالب، وإنما هي من واجبات الجامعة والإدارة أن يعملوا على تأمين سلامة وأمن وراحة كل الطلاب في الجامعة. ويمكن في بعض الأحيان أن تستدعي الجامعة الشرطة للحد من هذا الاعتداء.

وأرجو أن لا تتردد في فعل ما ذكرته لك، وإلا فالأمر قد يزداد سوءا، ومن غير المتوقع أن يقف هذا الطالب من نفسه. ويمكنك أن تبدأ بالحديث مع شخص آخر تحترمه وتثق في قدرته على النصح والتوجيه، ومنهم أحد العاملين في الإرشاد الطلابي في الجامعة.

إن مستقبلك هام وضروري، فلا تجعله يضيع بسبب حماقة طالب أو سوء تصرف منه، وهناك من الناس ممن لا يوقفهم ضمير، ولا بد من اللجوء للسلطة في البلد.

وفقك الله، وجعلك من الطلبة المتفوقين.

www.islamweb.net