ما سبب شعوري بضيق النفس وخوفي من الموت؟

2017-09-24 05:27:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله.

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، أعاني منذ فترة من ألم ووخز في القلب، وأشعر بضيق النفس، وأعاني منذ 9 أشهر من اضطراب الهلع، وأصبحت أخاف كثيرا من الموت من شدة القلق والإرهاق، ويزداد هذا الشعور ليلا.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.




الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم: أعراضك فيها جوانب عضوية وفيها جوانب نفسية، العضوية وهي: ما تشتكي منه من ألمٍ ووخز عند القلب، وشعورٍ بضيق النفس.

أما المكون النفسي فهو: الخوف من الموت، والقلق، والشعور بالإجهاد النفسي، قطعًا هو مكوّن نفسي، وإذا وُجد إجهادًا جسديًا فهو يُعتبر عرضًا عضويًا.

أخي الكريم: حالتك هذه ناتجة من قلق الهلع أو الفزع، وأنتَ لست مريضًا عضويًا، هذا ما أؤكده لك تمامًا، هذه الحالة تُسمَّى (نفسوجسدية)، يعني: هنالك أعراض نفسية نشأتْ منها وتكوّنت أعراض عضوية، مثلاً: شعورك بالوخز عند القلب، حقيقة هو ليس عند القلب، هو في القفص الصدري، وربما يكون في الناحية الوسطى من الصدر، أو في الجانب الأيسر، وهذا هو مكان أو مرتكز القلب، والناس يأتيهم شعور أن الألم آتٍ من القلب، الألم ليس من القلب، إنما هو من عضلات الصدر، والذي يحدث فسيولوجيًا أن القلق والتوتر النفسي الداخلي يتحوّل إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثَّر هي عضلات الصدر، لذا تحسّ بهذا الوخز وهذا الألم.

وهذا أيضًا بالنسبة لضيق النفس، يحصل نوعًا من الضغط على الرئتين، ويحدث إفراز لمواد كيميائية فسيولوجية، هذا يؤدي إلى الشعور بتسارع في النفس، وإن كان ليس حقيقيًا.

فيا أخي الكريم: هذه هي الأعراض الجسدية التي تحسّ بها، وكما ذكرتُ لك: ليست دليلاً على وجود مرض في القلب أو مرض عضوي، أرجو أن تتفهم هذه النقطة جيدًا؛ لأن فهم هذه النقطة وإدراكها – أخي حمزة – سيساعدك كثيرًا جدًّا، وتطمئنّ أكثر أنه لا توجد علَّة في قلبك أبدًا.

الخوف من الموت والقلق – أخي الكريم – جزء من الفزع والهرع، والخوف من الموت يجب أن يكون خوفًا شرعيًا وليس خوفًا مرضيًا، ومن يخاف من الموت شرعيًا يذهب خوفه المرضي من الموت. أنا أعرفُ أنك -إن شاء الله تعالى- على درجة عالية من الإيمان واليقين أن أمر الموت أمرٌ لا مشورة حوله، الموت آتٍ، الآجال بيد الله، والإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة، ويسعى ويجتهد لعمل ما بعد الموت.

بهذه الكيفية – أخي الكريم – تكون أيضًا قد بنيت مفاهيم جديدة حول الموت، وهذا يُقلِّلُ -إن شاء الله تعالى- من خوفك.

هذا بالنسبة للعلاج السلوكي – كما نُسمِّيه – أما العلاجات العضوية فأنت محتاج أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، الجري، سوف تؤدي إلى استرخاء تام -إن شاء الله تعالى- في عضلات القفص الصدري، ممَّا يُشعرك بزوال الوخز في الصدر، وكذلك ضيق التنفُّس، وهذا أيضًا يؤدي إلى انتظام في ضربات القلب، ومن حيث الإجهاد والإرهاق الجسدي سوف يقلّ أو يختفي تمامًا، إذًا الرياضة ذات قيمة علاجية عظيمة.

أريدك أيضًا أن تُعبِّر عن نفسك، وألَّا تكتم؛ لأن الكتمان يؤدي إلى قلقٍ وتوتر داخلي.

أخي: احرص على الصلاة في وقتها، واحرص على الدعاء، يجب أن يكون لك ورد قرآني يومي ... هذه كلها مُعينات علاجية عظيمة، وأريدك أيضًا أن توسِّع من نطاقك الاجتماعي، بمعنى أن تكون شخصًا متواصلاً، محبوبًا، لديك أصدقاء من الفاضلين والأنقياء والأتقياء من الناس.

بهذه الكيفية تكون قد غيَّرتْ حياتك تمامًا، وهذا يُزيح تمامًا الشعور بالهلع والقلق.

هنالك أيضًا تمارين تُسمَّى (التمارين الاسترخائية)، إسلام ويب أوضحتها في استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتُطبِّق هذه التمارين.

أنت أيضًا محتاج لعلاج دوائي بسيط، دواء يُسمَّى (ديناكسيت)، تأخذ منه حبة واحدة في الصباح، لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

والدواء الثاني هو (سبرالكس)، تبدأ بخمسة مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم، وغير إدماني، وغير تعودي، وسوف يفيدك إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net