أعاني من الوسواس أثناء الصيام، فهل فسد صيامي؟
2018-09-09 06:38:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي منذ 15 سنة، عندي وسواس أثناء الصيام، أنا خاتمة القرآن الكريم حفظا -والحمد لله-، وأسبح وأستغفر طوال اليوم، لكنني أثناء الصيام أتخيل صورا أمامي كأنني أشرب الماء لأفسد صيامي، وأفكر في ذلك طوال اليوم، أخشى أن أكون شربت الماء فعلا، هل أنا مريضة فصام؟ لأني سمعت أن الوسواس يتحول إلى فصام.
أخاف أن أكون أفسدت صيامي وشربت فعلا، ففي رمضان كلما أفتح الماء أتخيل أنني أشربه، فهل يمكن أن تتحول أفكاري إلى حقيقة وأشرب وأنا صائمة؟
لا أستطيع أخذ عقاقير، أريد أن أطمئن أن هذه أفكارا وليست يقينا، أريد أن أعلم هل شربت وأنا صائمة فعلا أم لا، هل أنا مريضة فصام، وهل تحول الوسواس إلى فصام وأفسد صيامي فعلا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الوسواس لا يتحول إلى فصام، الوسواس مرض مُعيَّن في حدِّ ذاته، والفصام مرض مختلف -أختي الكريمة- ومهما طال الوسواس لا يتحوّل إلى فصام، صاحبه قد يُعاني ويُعاني بشدة من القلق والتوتر، ولكن لا يتحوَّل إلى فصام.
الشيء الآخر: طبعًا نوعية الوسواس هو الذي يؤدي إلى ردود الفعل المعنية، فعندما يكثر الوسواس بصورة متكررة، ولا يستطيع الشخص مقاومتها أو إبعادها، فإنه قد يأتي ببعض الأفعال لتخفيف هذا الضغط من الوسواس المتكرر، وتكون الراحة لفترة مُعيَّنة، ثم ما يلبث أن يتكرر الوسواس مرة أخرى.
في حالتك -أختي الكريمة- طبعًا الوسواس لا يمكن أن تفعلي أي شيءٍ للتقليل منه، لأن الوسواس هو شُرب الماء أثناء الصيام، وقد يُراودك أحيانًا أفكارًا بأن تشربي لكي ترتاحي من هذا الوسواس، ولكن أنا على يقين أنك لن تشربي الماء، لأن كل هذا وسواس بداخلك -أختي الكريمة- فلتطمئني من هذا الأمر، وكما ذكرتُ هذا الوسواس لا يتحول إلى فصام.
تحتاجين -أختي الكريمة- إلى علاج سلوكي معرفي، وبالذات للوسواس، الآن هذا العلاج مردوده طيب، وفي بعض الأحيان وعند كثير من المرضى قد يتحسَّنوا حتى بدون أدوية، بالعلاج السلوكي فقط قد يتحسَّنوا، وفي كثير من الأحيان الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي يكون أفضل طبعًا من الدواء لوحده، فطالما أنك عانيت من فترة من هذا الوسواس أرى أن تلجئي للعلاج السلوكي أختي الكريمة، -وبإذن الله- يُساعدك كثيرًا في التخلص من هذه الوسواس الفكري الذي أتعبك وأصابك بالتوتر والقلق.
وفقك الله وسدد خطاك.