هل أترك خطيبتي من أجل فتاة أحببتها من قبل؟
2021-02-17 03:46:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا كنت أحب فتاة وتقدمت لها، ولكن رفض والدها، ثم بعد ذلك خطبت فتاة أخرى حتى أتخلص مما أنا فيه، واستمرت خطبتي 3 سنوات، أحيانا لا أشعر بالراحة مع خطيبتي، ولكن أصبر نفسي لتدينها.
علمت أن الفتاة التي أحببتها أيضا لا تستمر في خطوبة لأسباب تتعلق بها من ناحية الراحة أيضا، وقد أتتني الفرصة بأن أخطبها، ولكن المشكلة كيف أنفصل عن خطيبتي، وأعلم أن هذا القرار صعب عليها، ولا أعلم إذا كان هذا ظلما لها؟ علما أن الفتاتين صاحبتا دين، لكن الثانية تتفوق من ناحية المشاعر.
قبل أن تتاح فرصة خطبة الأولى، كنت أحس أني أكره نفسي على الاستمرار في الخطبة، أرجو منكم أن ترشدوني لما هو صواب، خاصة أني وبعد الاستخارة عزمت الأمر أن أترك خطيبتي، وأخطب الثانية والتي عرفتها ما يقرب من 8 سنوات.
كل الشكر والتقدير والاحترام لكم، ووفقنا الله وإياكم إلى كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير وأن يُصلح الأحوال.
لا شك أن الخير في الوفاء، والإنسان ينبغي أن يضع بنات الناس موضع أخواته وعمَّاته وخالاته، فلا يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لأخواته أو لعمَّاته أو لخالاته، والوفاء مطلب، وهذه الفتاة التي صبرت وانتظرت سنوات ثلاث نحن لا نُؤيّد فكرة الانسحاب من حياتها بهذه السهولة، خاصّةً إذا اصطحبنا أن الفتاة الأولى رفضكَ والدُها من قبل، ولن تستقيم لك هذه الخِطبة حتى تزيح الأولى من خاطرك، فأنت ترتبط بفتاة برباط شرعي، والخطبة وعدٌ بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسُّع معها في الكلام.
إذا كانت خطيبتُك الآن الرسمية – التي أنت معها الآن – وجدتَّ في بداية حياتك معها الارتياح والانشراح والقبول فلا عبرة للعواطف المتذبذبة التي تحصلُ بعد ذلك، واعلم أن الشيطان لا يُريدُ لنا الخير، ولذلك أجدُ في نفسي ميلاً إلى تشجيع إكمال الطريق مع الفتاة التي هي خطيبتُك الآن، أمَّا الفتاة الأولى التي رفضكَ والدُها أرجو أن يُسهِّل الله أمرها وأمور بناتنا جميعًا.
أحبّ أن أؤكد لك أيضًا أن الإنسان بعد الخطبة قد تعتريه مثل هذه المشاعر، ولكن ينبغي أن نعلم رجالاً ونساءً أن النقص يُطاردُنا، فنحن بشر، وطُوبى لمن تنغمر سيئاتُه القليلة في بحور حسناته الكثيرة.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يجعلك من الأوفياء، وأن يُعينك على كل أمرٍ يُرضيه، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
نُكرِّر لك الشكر على التواصل مع الموقع، وأرجو أن تُشْرِك العقلاء والفضلاء من أهلك قبل أن تتخذ خطوة الانسحاب من حياة فتاة، فإن هذا لا شك يُلْحِق بها ضررًا كبيرًا، خاصَّةً إذا لم يكن مبنيًّا على سببٍ واضحٍ أو سبب شرعي، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.