الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية. لديك استشارة سابقة رقمها (
2462105) قمتُ بالإجابة عليها منذ ستة أشهر، وتقريبًا المحتويات التي في الرسالتين بينها الكثير من الروابط والتشابه.
فيما يتعلق بالتشخيص: أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، وموضوع الخوف من الموت: أوضحناه لك فيما سبق، وهذا نوع من الخوف يجب أن يُحقّر تمامًا، والخوف الشرعي هو الخوف الأفضل، وليس الخوف المرضي، والإنسان لا يعرف أجله ولا يعرف عمره، وهو من المفترض أن يعيش الحياة بقوة وبانشراح وانبساط، وأن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره، وألَّا يكون عائش في غفلة. هذا هو المهم والضروري، فالخوف من الموت يجب أن يكون محفّزًا لنا لأن نجني خيري الدنيا والآخرة.
أيتها الفاضلة الكريمة: حقّري الروابط السلبية التي تجعلك تخافين من الموت، وعزّزي الروابط الإيجابية التي تقوم على مبدأ الاعتقاد القاطع بأن الموت حق، وأن أجل الله إذا جاء لا يُؤخّر، وأن الإنسان لا يعرف وقت أو لحظة موته، وأن الأعمار بيد الله، وأن نسعى في الحياة دائبين مجتهدين مفيدين لأنفسنا ولغيرنا.
أنت أيضًا تحتاجين لتطبيق تمارين الاسترخاء، لأن الاسترخاء فيه متنفس جيد للنفس، ويُقلِّل من الخوف ومن التوتر ومن العصبية.
حُسن إدارة الوقت والتواصل مع الآخرين أيضًا كثيرًا من الخوف والوسوسة. وأعتقد أنك أيضًا سوف تحتاجين للعلاج الدوائي، وأنا ذكرتُ لك فيما سبق أن العقار الذي يُسمَّى باسم (سيرترالين) والعقار الآخر الذي يُعرف باسم (اسيتالوبرام) هي أدوية مفيدة، وكنت أرى في تلك الاستشارة أنك لست في حاجة لأيٍ من هذه الأدوية، لكن الآن أراك في حاجة لعقار (اسيتالوبرام) والذي يُعرف تجاريًا باسم (سيبرالكس) دواء رائع جدًّا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، وهو غير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية، لكن نسبةً لسنّك يجب أن تتناولي الدواء تحت إشراف طبيب – الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة – فيمكن أن تتحدثي مع أسرتك في هذا السياق.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.