وعدت فتاة بالزواج لكني فوجئت بتصرفاتها، فما الحل؟
2021-11-17 06:14:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب مقدم على الخطبة، وأتواصل مع فتاة من أجل الترتيب لخطبتها والزواج بها بإذن الله تعالى، وذات مرة طلبت مني أن أعطيها اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بكل حساباتي على التواصل الاجتماعي، وأنا أيضا قمت بأخذ حساباتها، واتفقت معها أن لا تعبث أو تقرأ أيا من الرسائل النصية مع أصدقائي.
ولكن تجرأت وقرأت محادثة مع صديقتها منذ سنة تقريبا، قبل معرفتها بي فوجدت ما لم يسر النظر ولا الخاطر، حيث إن صديقتها كانت ترسل لها صور رجال، وتتحدث بأسلوب غير لائق، وتستخدم كلمات فاسقة، وهي كانت تستقبل وتتحدث معها وتشاركها الحديث!
لقد تعرضت لصدمة كبيرة جداً، ولا أدري ماذا أفعل؟ ولا أستطيع التحدث مع أحد، دلوني بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك أيها الابن الكريم، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يهديك وهذه المخطوبة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
أنا أريد أن أقول: أنت وهذه الفتاة في مشروع خطبة، ليست حتى خِطبة، وحتى بعد الخطبة ما ينبغي التوسُّع بالطريقة المذكورة، فالخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسُّع معها في الكلام ولا الخروج بها أو معها – يعني وحدهم – هذه أمورٌ أرجو أن ننتبه لها.
النقطة الثانية: أنت ستختار الفتاة بناءً على ما شاهدتَّ، بناءً على سؤالك وليس على ماضيها أو ماضيك، فالتنبيش في الماضي بالطريقة المذكورة ليس فيه مصلحة، وإلَّا فما من إنسان إلَّا سنجد له زلَّات وهفوات، ولكن المهم ما ظهر من حالها بعد السؤال وبعد تفقُّد الأحوال، ومعروف أن البنات إذا تكلمن مع بعضهنَّ أو الشباب إذا تكلموا مع بعضهم يتوسّعون بعض التوسُّع، وهذا طبعًا لا نُؤيده، لكن أرجو ألَّا يأخذ هذا أكبر من حجمه أيضًا، وألَّا نُحاسب الإنسان على أشياء قديمة حدثت، يعني: محادثات حدثت بينها وبين صديقة لها، حتى ولو كان الكلام عن الرجال أو نحو ذلك، ومن الطبيعي إذا اجتمعت النساء يتكلمن عن الرجال، وإذا اجتمع الرجال يتكلمون عن المال، يعني: كما يُقال .
ولذلك أرجو أن تنظر في وضع الفتاة، فإن كانت دَيِّنَة، ملتزمة بحجابها، حريصة على الخير، من أسرة طيبة؛ فأكمل معها المشوار، واطو تلك الصفحات، ولا تُخبرها عمَّا حدث في ذلك الماضي البعيد، وليس لك أن تُنبِّش عمَّا حدث في ذلك الماضي البعيد.
ومن المهم جدًّا أيضًا أن تُوضع هذه العلاقة في إطارها الصحيح، فقبل التوسُّع، وقبل إعطاء الإيميل والباسورد وهذه الأمور؛ ينبغي أن تطرق باب أهلها، وأن تأتي بأهلك، ليحصل التوافق، لتتأكدوا من إمكانية الشروع في الخطبة وإكمال المشوار. هذه مسألة مهمّة، نحن نُخطئ عندما نجعل خطوة إخبار الوالدين هي آخر الخطوات، وهي أوَّلُ الخطوات، سواء كان بالنسبة لأهلها أو لأهلك، لابد من إشراك الأهل من كل جانب من البداية، لأن الزواج ليست علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين بيتين وأسرتين، ودائمًا نقول: سيكونُ هنا أعمام وعمَّات، وسيكون في الطرف الثاني أخوال وخالات، ولذلك أرجو أن تهتم بوضع غطاء شرعي لهذه العلاقة، والغطاء الشرعي هو أن تذهب وتطرق الباب، وتُرسل والدك والوالدة، أو تُرسل خالك أو عمَّك، ليتكلموا في الموضوع، ثم تحصل الزيارات بين أهلك وأهلها، ثم يسألوا عنكم وتسألوا عنهم، بعد ذلك تكونون قد وصلتم بطريقة شرعية وجئتم البيوت من أبوابها.
أسأل الله أن يُسهّل لكم، وأن يُقدّر لكم الخير، وأجدُ في نفسي ميلا إلى إكمال المشوار، طالما كانت الفتاة صفاتها جميلة، وارتحتَ وملتَ إليها، لكن أكرر: ضرورة التوقف عن التواصل معها، بل البدء بالتواصل مع أهلها ومحارمها والمجيء بأهلك، ثم بعد ذلك تُكملون هذا المشوار.
أسأل الله أن يُقدّر لكم الخير ثم يُرضيكم به.