مشاغبة طفلة.
2006-03-18 18:35:30 | إسلام ويب
السؤال:
ابنتي في عامها السابع ذكية مبدعة متفوقة، لديها قدرات تفوق في مرحلتها العمرية، شخصيتها قيادية، هذه الأولى وبعدها ابنتي الصغرى 6 سنوات، علاقتها بي وبولدها رائعة تحصل على كثير من الاهتمام والحنان والمداعبة والمشاركة في المنزل، مطيعة، تساعد، مبادرة، بشوشة، جميلة، تحب الاهتمام بمظهرها، وفي المدرسة ابنتي عنيدة تثير معلماتها، لا تستمر في الجلوس على مقعد الدراسة أكثر من لحظات، تعبث كثيراً داخل الفصل، تسبب الكثير من القلق والمشاغبة، ولشخصيتها ينساق الفصل معها، وبالتالي تضيع الحصة ولهذا يشتكي جميع معلماتها، وفي الأغلب يكون في الحصص التي لا يكون بها نشاط وتفاقم الأمر إلى أنها أصبحت تتطاول على المعلمات، شديدة الانتقاد، رغم أنها تنجذب للأشياء الجميلة والمناظر الجميلة إلا أنها شديدة الانتقاد، سبق وأن استشرت طبيبة متخصصة في العنف المدرسي وعملت تخطيط دماغي لها، وكانت سليمة إلا أنني شعرت بقلة معرفتها، ولم أكمل معها.
آمل الاهتمام بمشكلتي قبل أن يتفاقم الأمر مع ابنتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله أن ابنتك تتمتع بدرجة كبيرة من الذكاء، ولها مقدرات كبيرة، فهذا شيء طيب، وفي مثل هذه الحالات أي حين يكون هنالك خلل في مسلك الطفل في مكان ما وزمان ما، لابد أن ننظر إلى ثلاثة أشياء:
هل هنالك صعوبات في المنزل؟
أو هنالك صعوبات في المدرسة؟
أو هنالك صعوبات لدى الطفل نفسه؟
أو هنالك شيء بسيط من هذه العوامل الثلاثة يتفاعل مع بعضها البعض ويؤدي إلى مثل هذه الحالة.
من الملاحظ أن ابنتك الحمد لله لا مشكلة لها أبداً بالمنزل، إنما كل مشكلتها بالمدرسة، وهذا يجعلنا نركز على ذلك، مع احترامنا الشديد للمعلمات ولمنهج المعلمات وأسلوبهن، إلا أن الطفل ما دامت ممتازة وجيدة في البيت، وكل مشاكلها في المدرسة، هذا يجعلنا نركز قليلاً هل هي تواجه أي صعوبة مع معلمة معينة؟ أم أن هنالك شيئاً جعلها غير مرتاحة وغير مستقرة؟
هذا شيء لابد من استكشافه ونصيحتي لك هي أن تذهبي إلى المدرسة وتوضحي للمعلمة أن البنت هادئة جداً وممتازة جداً في المنزل، ولكن كل مشكلتها في المدرسة، فنود أن نتدارس ذلك سوياً، هل هنالك شيء معين لا ترتاح له أم لا ؟
وبالطبع هنالك شيء آخر لابد أن أنبه له، وهو مع احترامي الشديد لمنهجك في التربية، أن هذه الطفلة إذا دللت أو أعطيت كل ما تريد في المنزل فسوف ينعكس ذلك سلباً على سلوكها في المدرسة، فإنها سوف تحاول أن تفرض إرادتها لتتحصل على كل ما تريده .
أرجو ملاحظة ذلك.
إذن: الأمر يتطلب نوعاً من الموازنة التربوية، وأنا أعلم تماماً أنك على دراية تامة بذلك، وهو أن تلجئي لمبدأ التشجيع والتحفيز لكل ما هو إيجابي من سلوكها، وأن تتجاهلي السلبيات البسيطة، وأن توبخ التوبيخ البسيط عند السلبيات الشديدة، ويا حبذا لو تطابق هذا المنهج في المنزل والمدرسة مع بعضها البعض؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى استقامة تربوية مطلوبة.
لقد ذكرت أن الابنة كثيرة الحركة في المدرسة، وهذا يجعلنا أيضاً نركز على أمر مهم، خاصةً في هذا العمر، هل هذا الابنة تعاني من داء الحركة الزائدة ؟ حيث أن هذه علة معروفة لدى الأطفال تصيب 5-10% من الأطفال في هذا العمر، وإذا كان الطفل لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد باستمرار، وأن لا يركز، قطعاً يعتبر هذا الطفل مصاباً بهذه العلة، فأرجو أيضاً مناقشة ذلك مع معلماتها في المدرسة؛ لأنه إذا كان الأمر بالشدة والحدة، فهذا يتطلب أن تؤخذ الطفلة إلى طبيب نفسي من أجل أن تدخل في برامج سلوكية أو على الأقل يمكن أن تعطى بعض الأدوية المعروفة لدى الأطباء النفسين المعروفين في الطب النفسي لدى الأطفال، وهذه الأدوية كما ذكرت تعطى من أجل تقليل الحركة لدى الأطفال وتحسين التركيز لديهم.
ختاماً: ابنتك إن شاء الله لا تعاني من مشكلة كبيرة، وبالرغم من كل الذي ذكرته، فربما يكون الأمر أمراً مؤقتاً فقط، ولو تحملتها المعلمات قليلاً سوف ينتهي هذا الأمر بإذن الله.
وبالله التوفيق.