إشغال الأبناء بالقرآن والمسجد
2006-04-10 12:51:44 | إسلام ويب
السؤال:
عندي أربعة أطفال ولله الحمد، المشكلة هي ولدي الكبير الذي عمره 9 سنوات، أدخلته النادي هو وأخوه كي يستفيدوا، لكن للأسف تعلم من النادي عادات سيئة، فهو يريد أن يخرج مع أصحابه وقت ما يريد، عموماً أخرجته من النادي، لكن للأسف تعلق بولد الجيران الذي عمره 14سنة، ويريد أن يخرج معه إلى الشارع لكي يلعبوا بالدراجة، حاولت كثيراً منعه من الخروج معه، لكنه عنيد ومتعلق بالولد، مع العلم بأن الولد ممتاز لكني خائفة عليه من الشارع واللعب بالدراجة.
أرجو إعطائي الحل السليم في كيفية شغله بشيء مفيد، وطريقة مقنعة في عدم نزوله إلى الشارع.
أرجو الرد سريعاً فأنا محتارة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ناصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس من مصلحة هذا الطفل أن يمشي مع ولد الجيران، مع وجود هذا الفارق الكبير من العمر، وقد لا يفيدنا كون ذلك الولد ممتازاً؛ لأن الهموم مختلفة وكذلك طريقة التفكير، وليس لنا أن نسيئ الظن بذلك الطفل الذي ظهر لكم تميزه، ولكن من واجبنا أن نضع هذه العلاقة في إطارها الصحيح، ونبحث له عن قرناء صالحين في عمره، ونقترب منهم لنعرف الطريقة التي بها يفكرون ومدى اهتمام أسرهم بهم.
وكم كنت أتمنى أن لا تكون البداية بإرساله إلى النادي، وذلك لأن الصواب أن نبدأ بالقرآن والمسجد، فإذا تعلم الخير وأحب أهل الخير وحفظ القرآن، استطاع -بحول الله وقوته– أن يواجه كل تيارات الغواية والجهالة، واكتسب مناعة ضد أمراض العصر، واستطاع –بإذن الله- أن يصمد أمام الفتن وأن يستخدم فراغه في الخير.
وأرجو أن يحفظه الله بطاعتكم له سبحانه، فإن الإنسان يرى أثر طاعته لله في نفسه وأهله، واحرصوا على الدعاء له وتجنبوا الدعاء عليه، فإن ذلك يفسده كما قال عبد الله المبارك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم) لأن ذلك قد يوافق ساعة يعطي فيها العطاء فتقع الكارثة وتحصل الندامة.
ولا شك أن الأم الناجحة تسارع إلى محو الآثار السالبة للذهاب للمدرسة وللنادي أو للشارع، وذلك بمراقبة التصرفات والألفاظ الجديدة، ومطاردة ما كان منها قبيحاً حتى لا يتأثر من هم داخل البيت، وحتى تمنع اعتياد تلك التصرفات والسلوكيات.
والأسرة الناجحة تجعل بينها بيئة جاذبة لأطفالها، وذلك بأن نوفر لهم جرعات الاهتمام ونخصص لهم جزءا من وقتنا نستمع إليهم ونحاورهم ونعيش همومهم، كما أن جلب البرامج المفيدة إلى البيت يربطهم أكثر بالمنزل.
وأرجو أن يكون للأب دور في اصطحابهم إلى مواطن الخير، والذهاب بهم لجلب احتياجات المنزل، وبالجملة فإن إيجاد البرامج البديلة له دور أساسي في هذا الأمر.
وأرجو أن تكثروا من الدعاء، واحرصوا على تقوى الله وطاعته، فإن الإنسان يرى أثر ذلك في نفسه وولده وبيته.
ونسأل الله أن يرزقنا الأمن في البلاد، والصلاح في الأولاد.