أسئلة الأطفال عن الجنس
2006-12-18 11:12:31 | إسلام ويب
السؤال:
أبنائي أعمارهم (11 سنة و10 سنوات)، وعندهم بعض الحيوانات، ولقد رأوها وهي تمارس التزاوج، فسألوا عن ذلك فأخبرناهم بأنه توجد في أنثى الحيوان بيضة صغيرة يلقحها الذكر، ومن ثَمَّ تبيض أو تلد الأنثى، فإذا سألوا عن البشر فكيف يكون ذلك، أو هل يكونون مثلهم، فبماذا نجيبهم؟
حفظكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد من إجابة الأطفال إذا سألوا عن شيء لأننا إذا لم نجاوبهم أخذوا الإجابة من غيرنا، وفي ذلك ضرر عظيم لأنها قد تكون خاطئة، كما ينبغي أن يُراعي عمر الطفل ونوع السؤال، وحبذا لو أدركنا الدوافع الحقيقية للسؤال، فربما سأل الطفل والده هل تموت يا أبي؟
فعند ذلك ينبغي أن ندرك أن هذا الطفل يحتاج إلى جرعاتٍ من الأمن والطمأنينة، وأن السؤال ليس على ظاهره فقط، فعند ذلك تقول له: سوف أموت إذا تَمَّ أجلي الذي قدره الله، لكنني سوف أذهب إلى الجنة التي هي دار الطيبين، وأنت سوف تلحق بي إذا حافظت على الصلاة وأطعت والدتك ... ألا تحب لأبيك الجنة؟ وأرجو أن تعلم أن الله سوف يرعاك، وأن عمك فلان سوف يهتم بكم، وكذلك خالك فلان والأهل والجيران، ثم تُشغله بعمل أو مهمة أو لعبة حتى لا يتابع السؤال، وإذا سأل عن الله فينبغي أن تُعظِّم في نفسه العظيم، وتذكره بهباته ومواهبه سبحانه، ولا مانع من أن تقول له عندما تكبر سوف تصبح عالماً وتعلم الناس شريعة الله، أو تقول له: الله عظيم وكبير، وسوف تعرف هذه الأشياء بعد أن تكبر وتدرس.
وأما بالنسبة لسؤالهم عن الأمور الجنسية فهذا الوقت مناسبٌ لبيان هذه الأشياء، كما أن شرح طريقة الحيوانات في تناسلها وتكاثرها أسلوبٌ مهمٌ في تقريب الحقائق، فلا تهربوا من الإجابة إذا سألوا عنها، كما أرجو النظر في مناهج المدرسة فغالباً ما تكون هذه الأشياء موجودة في منهج التربية الإسلامية عند الحديث عن موجبات الغسل، أو في كتاب العلوم عند الحديث عن التكاثر، وكم تمنينا أن يقوم المربون بدورهم في هذه المسألة.
ولا يخفى عليكم أن الطفل إذا كانت صحته جيدةٌ فغالباً ما يبلغ في هذه السن أو بعدها بقليل، ومن هنا فلا بأس من شرح المسألة بالأسلوب المناسب، وتذكير من يبلغ بواجباته في حفظ فرجه وغضه لبصره.
وأرجو أن أشكر لكم هذا الحرص والاهتمام، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بضرورة منح الشباب جرعات كافية من العطف والحب، ومنحهم مقداراً مناسباً من الثقة المخلوطة بالحذر، مع ضرورة تربيتهم على الوضوح والصراحة، واتخاذهم أصدقاء، والتعرف على أصدقائهم وطرائق تفكيرهم، وقبل كل ذلك الدعاء لهم، والحرص على تشكيل نماذج حية للقدوة الحسنة.
ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا وذرياتكم إلى يوم الدين.
وبالله التوفيق.