عدم قبول الخاطب للونه ونسبه
2008-12-14 11:34:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي إخوتي مع أمي، فهي ترفض دائماً زواجي بحجة أن المتقدم لا يليق بي أو أنه ليس من عائلتي أو أنه لا يناسبني، وأنا أختلف معها دائماً حيث أكون موافقة عليه وتكون نيتي العفاف والستر، ومؤخراً رغبة الزواج مني رجل في عمر (34)، ذو مستوى ثقافي عالٍ، مسلم، يصلي ويصوم وميسور وموافق على شروطي وأنا موافقة عليه ولكن أمي تقول: إنه لا يناسب؛ لأنه أسمر البشرة بحكم أنه من أصول إفريقية، وتفكر في كلام الناس كثيراً، وأنا والله حرت معها فهي لا تعرف أنها تذنب فيما تقوله.
أعينوني من فضلكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إلياس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الزوج سوف يعيش معك وليس مع الوالدة، وشريعة الله تجعل حق القبول والرفض للفتى والفتاة وحدهما، ودور الآباء والأمهات إرشادي فقط وليس لأحد أن يحول بين الفتاة وبين من ترغب في الارتباط به إذا كان صاحب دين وأخلاق، وأبلغ دليل على ذلك ما حدث من تلك الفتاة التي جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرها إليها فقالت: يا رسول الله! قد أجزت ما فعل أبي ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء) وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (عندنا يتيمة خطبها رجلان موسر وفقير ونحن نريد لها الغنى وهي تهوى الفقير فقال صلى الله عليه وسلم: زوجوها من الفقير فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح).
أرجو أن يعلم الآباء والأمهات أنهم يستطيعوا أن يشتروا لأولادهم وبناتهم ثوباً ليلبسوه أو طعاماً ليأكلوه ولكنهم قد لا ينجحوا في اختيار شريك يسعدهم، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ).
لست أدري أين الوالد والإخوان والأخوال والأعمام والخالات، ولماذا لا تطلبين مساعدتهم، وهل حاورت الوالدة في هدوء؟ وهل ذكرت لها ما يسيطر على نفسك من المخاوف فإن الحياة فرص ورد الخطاب يبعدهم عن الباب.
ليت الوالدة علمت أن كلام الناس لا ينتهي وأنهم يلومونها غداً على تضييع الفرص، وعلى تعنتها في أمر الخطاب، وإذا طلب الإنسان رضا الناس فقد طلب المحال، وليس من حق الوالدة ولا غيرها أن تسيء لأحد من عباد الله لأجل لونه أو شكله، والألوان والأشكال ليست سبباً للتفاضل لأنها منحة الفتاح، ولكن التفاضل بالأعمال الصالحة والتقوى، والناس لآدم وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان.
حذري والدتك من السخرية بالناس ولكن بشرط أن يكون ذلك بلطف وأدب مع ضرورة اختيار الألفاظ المناسبة والوقت المناسب مع ضرورة أن تقدمي بين يدي نصحك لها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.