السؤال
يا شيخ بارك الله فيكم، قرأت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله يغفر لخلقه في ليلة النصف من شعبان إلا مشرك أو مشاحن
سؤالي: إذا كنت غاضبة من زوجة أبي لأنها تفرق بيني وبين إخوتي وأقربائي من أبي، أو أحمل في نفسي شيئا على أحد ظلمني أو افترى علي أو ...
لكني لا أؤذي أحدا بلساني ولست انتقامية ولا أحسد الحمد لله، فقط أحمل كراهية له في نفسي لفعله هذا
هل أكون مشاحنة بهذا ؟
وإن عفوت عنه في نفسي لكن لم أتصل به ولم تحصل فرصة لقائه والسلام عليه كأن شيئا لم يكن .. أأخرج من دائرة الشحناء ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي أشارت إليه أختنا السائلة حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عدد من الصحابة، فقد روى ابن ماجه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.. انتهى. وعند الطبراني والبيهقي: ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه.. والمشاحن قال ابن الأثير هو المعادي والشحناء العداوة والتشاحن تفاعل منه.. وقال المناوي في فيض القدير: لعل المراد البغضاء التي بين المؤمنين من قبل نفوسهم الأمارة بالسوء. وقال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: مشاحن أي مباغض ومعاد لأحد لا لأجل الدين .. انتهى.
وبهذا يتبين أن الشحناء التي تحول بين العبد وبين مغفرة الذنوب في تلك اليلة هي العداوة والبغضاء لأجل حظوظ النفس وشهواتها، وأما التي تكون لأجل الله تعالى كبغض أهل المعاصي المصرين عليها أو المجاهرين بها فهذه لا تدخل في الحديث، فلتفتش الأخت السائلة في نفسها هل الكراهية التي تحملها في نفسها تجاه من ذكرت هي من أجل حظوظ نفسها أم غيرة على الدين وبغضها في الله تعالى، فإن كانت الأولى فلتبادر إلى إزالتها بأن تصطلح مع من تكرههم وبالعفو والمسامحة ولا يكون الاصطلاح بمجرد العفو فقط، بل لا بد من قطع الهجر بين المتشاحنين، وإن سعت في ذلك وحال بينها وبينه حائل كأن لم تجدهم ونحو ذلك فقد فعلت ما في وسعها ونرجو أن يشملها عفو الله تعالى في تلك الليلة.
والله أعلم.