الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تكلم بكلمة الكفر هازلا، أو لاعبا

السؤال

كنت أمزح مع أصدقائي وقلت لنتحول إلى دين الصابئة، أو المسيح، فهل كفرت بذلك، أو ارتددت؟ وماذا علي فعله؟ أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ارتكبت إثما عظيما وأتيت منكرا جسيما, فإن اقتراح الكفر والأمر به ولو على سبيل اللعب يعد ردة عن الإسلام ـ والعياذ بالله ـ قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ { التوبة :65-66}.

قال ابن نجيم في البحر الرائق: ويكفر بتلقين كلمة الكفر ليتكلم بها ولو على وجه اللعب، وبأمره امرأة بالارتداد لتبين من زوجها، وبالإفتاء بذلك. انتهى.

وقال أيضا: والحاصل: أن من تكلم بكلمة الكفر هازلا، أو لاعبا كفر عند الكل ولا اعتبار باعتقاده. انتهى.

وفي تبيين الحقائق: والأمر بالكفر كفر. انتهى.

وقال في مغني المحتاج ضمن أشياء توجب الردة: أو أشار بالكفر، أو لم يلقن الإسلام طالبا منه، أو استمهل منه تلقينه كأن قال له اصبر ساعة، لأنه اختار الكفر على الإسلام، كما نقله المصنف عن المتولي وأقره. انتهى.

فإذا تبين لك ما مر، فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها, ورحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وتندم على هذا الذنب العظيم وتعزم على عدم العودة إليه مستقبلا, وعليك أن تنطق بالشهادتين كما عليك أن تغتسل وجوبا عند بعض العلماء واستحبابا عند بعضهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني