الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لطف الله بخلقه أظهر من اختلاق قصص كاذبة

السؤال

هل تصح أو من الجائز نشر الرواية التالية - جزاكم الله كل خير -؟: " إلى كل من لم يرض بنصيبه من الدنيا ليقرأ هذه القصة الجميلة, مرت أيام لم ينطق فيها العصفور, فتساءلت الملا‌ئكة: لم ﻻ‌ يحدثك العصفور - يا رب -؟ رد الله تعالى: سوف يأتي ﻻ‌ محالة، فأنا اﻷ‌ذن الوحيدة التي تستمع لشكواه، والقلب الوحيد الذي يحمل آﻻ‌مه, وفي يومٍ وقف العصفور على غصن شجرة وترقبت الملا‌ئكة كلا‌مه، لكنه ظل صامتًا. تحدث الله تعالى معه: تحدث بالذي أضاق صدرك. فقال: كان عندي عشٌّ صغير هو ملجأ تعبي ووحدتي، حتى هذا أخذته مني - يا رب -؟ لِمَ أرسلتَ العاصفة؟ بماذا ضايقك ذلك العش الصغير؟ واختنق العصفور بدموعه وحل السكوت في الملكوت وأنزل الملا‌ئكة رؤوسهم يتفكرون. قال الله تعالى: "كانت هناك حية تتجه لعشك، وكنتَ نائمًا فأمرتُ الريح أن تقلبه لتفيق وتطير وتنجو. تحير العصفور في ربوبية الله. قال الله تعالى: كم من بلا‌ء أبعدته عنك ﻷ‌نني أحبك, لكنك كنت تعاديني بسبب ذلك. تجمعت الدموع في عيني العصفور وملأ بكاؤه السماوات. ما ألطفك يا رب! ﻻ‌ تحزن إذا منع الله عنك شيئًا تحبه, فلو علمتم كيف يدبر أُموركم لذابت قلوبكم من محبته. ما أعظمك يا الله!"

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فلا نرى جواز نشر تلك القصة لما فيها من التقول على الله والملائكة, ووصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه من أنه القلب الوحيد للعصفور, وبيانُ لطفِ اللهِ تعالى بعباده لا يحتاج إلى اختلاق القصص المكذوبة.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني