الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوم الزوج في غير غرفة الزوجية ليس أول الحلول

السؤال

أنا متزوجة، وحامل. وعندما تحصل مشاكل بيني وبين زوجي، لا ينام في غرفته الزوجية.
هل يجوز هذا أم لا يجوز؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا نربأ بالزوجين أن يجعلا للشيطان مدخلا إليهما، فيوقع بينهما العداوة، ويشعل النار لتحدث المشاكل التي قد تكون نهايتها قاسية وهي الفراق، وهو حريص على ذلك ويعجبه. ثبت في صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه ويقول: نعم، أنت».

ولو قدر أن وقعت المشكلة، فالأولى بالزوجين تحكيم العقل، والمبادرة إلى إخمادها في مهدها. وأما التهاجر والتدابر، فمما لا يجوز إلا لسبب مشروع. ثبت في الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وإذا كان هذا في حق عامة المسلمين فإنه متأكد في حق الزوجين لخصوصية العلاقة بينهما.
ويجوز للزوج أن يهجر زوجته لسبب مشروع كنشوزها، ولكن لا ينبغي المصير إليه إلا إذا عجز عن إصلاحها بالكلمة الطيبة، والنصيحة والموعظة. فإذا فعل ذلك ولم تستجب له زوجته، فله حينئذ أن يهجرها في مضجعها أي مكان نومها بأن يوليها ظهره، ولا مانع من نومه في غرفة أخرى؛ كما سبق في الفتوى رقم: 62239، وإن كان الأولى هو أن يكون الهجر في نفس الفراش.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني