السؤال
ذكر الجيزاني أن الرسول صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء قياسا؛ لأننا أحق بموسى من اليهود. ما وجه القياس؟
ذكر الجيزاني أن الرسول صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء قياسا؛ لأننا أحق بموسى من اليهود. ما وجه القياس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم يذكر الدكتور محمد الجيزاني في كتابه: (قواعد معرفة البدع) أن النبي صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء بالقياس!! وإنما أراد إبطال دليل من يخصص ليلة من الليالي التي ارتبطت بها نعمة خاصة، أو عامة بالقيام والذكر، ويستدل على مشروعية هذا التخصيص بالقياس على يوم عاشوراء؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عظَّم هذا اليوم، وخصَّه بالصوم شكرًا لله على النعمة التي وقعت فيه!
فأراد الدكتور إبطال هذا الدليل خلال كلامه على إحدى قواعد الكتاب -وهي قاعدة أن: كل عبادة من العبادات ترك فعلها السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، أو نقلها، أو تدوينها في كتبهم، أو التعرض لها في مجالسهم، فإنها تكون بدعة، بشرط أن يكون المقتضي لفعل هذه العبادة قائمًا، والمانع منه منتفيًا .
فذكر الدكتور في معرض توضيحه وتأصيله لهذه القاعدة، عدة أسئلة أو إيرادات للمخالف للقاعدة، وأجاب عنها.
وكان جوابه على خصوص الاستدلال بالقياس السابق، بأن قال: الجواب: أن الترك دليل خاص، يقدم على العمومات، وعلى القياس. بيان ذلك بأمثلة ثلاثة:
المثال الأول: تركه صلى الله عليه وسلم للأذان في العيدين؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تركه مع وجود المقتضي لفعله في عهده، وهو إقامة ذكر الله، ودعاء الناس إلى الصلاة ...
المثال الثاني: تركه صلى الله عليه وسلم استلام الركنين الشاميين، وغيرهما من جوانب البيت ...
المثال الثالث: تركه صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين على المروة بعد الفراغ من السعي، وقد ذهب إلى استحباب ذلك بعض الفقهاء قياسًا على الصلاة بعد الطواف ... اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني