السؤال
ما هي كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة، التي لا تطيع زوجها، وتوقعه في مواقف محرجة أمام الآخرين، وهو غير راض عن عنادها.
قد يطلب منها طلبا عاديا لا يخالف الشرع ولا قدرتها، فلا تطيعه أمام الآخرين. يحدث ذلك فلا تحترم مشاعر زوجها. تعامل أهله بندية وعدم احترام، وحتى إنها في بعض الأحيان أصبحت تتكلم معهم بغير أدب، أو بأسلوب فيه فوقية، مع أن الكل يحترم أهله، وهو يعلم أن أهله يعاملونها باحترام.
تتحدث عن أهله بسوء أمام بعض الناس كذم طعامهم. إن حدث موقف تنقل لزوجها ما هو لصالحها، وتترك الحديث عن خطئها.
فهذا سبب عدم مصداقية كلامها، تقلب المزاح جدا، وتتخذ بسببه مواقف. الزوج حائر بطريقة التعامل معها، ويرى بأن الحياة متعبة.
حاول الإصلاح مع أهلها، لكنها حتى إن أرادت أمها نصحها تعاندها وتعمل عكس ما تقول. لا تستجيب لأحد بالنصح. إن نصحها زوجها تعانده. مع أن الزوجة تلبس ثوب الالتزام من صلاة وصيام، لكنها لا تطبق الشرع في بعض الأمور ومن أهمها طاعة الزوج.
ما هي الرسالة الموجهة للزوجة.
أطلنا السؤال، لكن حقا نحتاج إلى المساعدة لعلّ الحياة تستقيم. مع أن الزوج يحاول ألا يقصر في شيء معها. فهي تأخذ وتأخذ وتأخذ، ولكنها لا تعطي أبدا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجة؛ أن تطيع زوجها في المعروف، وقد بينا حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى: 144069
ومن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها؛ إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
وإذا لم تطع الزوجة زوجها فيما يجب عليها من الطاعة؛ كانت ناشزا؛ وقد بينا كيفية التعامل مع الناشز في الفتاوى: 1103، 142561، 119105
وإذا لم ترجع الزوجة عن نشوزها؛ فالطلاق آخر العلاج، لكن ينبغي على الزوج؛ أن يصبر على زوجته ولا يتعجل في طلاقها، وينظر إلى الجوانب الحسنة في صفاتها وأخلاقها، ويوازن بين الحسن والسيء؛ قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
قال النووي -رحمه الله-: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ أَوْ جَمِيلَةٌ أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. انتهى.
والله أعلم.