السؤال
يقول الله تعالى في سورة الصافات: "ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم * وتركنا عليهما في الآخرين * سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين"
لماذا تغير الخطاب من المثنى إلى الجمع (ما هي النكتة العلمية هاهنا): "ونجيناهما"، "ونصرناهم" ثم بعد ذلك جرى السياق على التثنية: "وآتيناهما"، "وهديناهما"، "وتركنا عليهما"، "إنهما من عبادنا المؤمنين".
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن التعبير بضمير الجمع في قوله تعالى: وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ {الصافات:116}؛ لأن الضمير عائد إلى موسى وهارون وقومهما -وهؤلاء جمع-، وأما تثنية الضمائر في بقية الآيات؛ فلأنها عائدة على موسى وهارون -عليهما السلام- -وهما اثنان-.
جاء في تفسير الرازي: والهاء في قوله: {ونصرناهم} أي نصرنا موسى وهارون وقومهما: {فكانوا هم الغالبين} في كل الأحوال بظهور الحجة، وفي آخر الأمر بالدولة والرفعة. اهـ.
وفي تفسير أبي السعود: {ونصرناهم} أي: إياهما وقومهما على عدوهم {فكانوا} بسبب ذلك {هم الغالبين} عليهم غلبة لا غاية وراءها بعد أن كان قومهما في أسرهم وقسرهم مقهورين تحت أيديهم العادية يسومونهم سوء العذاب. اهـ.
والله أعلم.