السؤال
أحد الأشخاص نشر دعاء، وفيه صيغة دعاء لله، ثم أتبعه بصيغة من أجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قلت له: هذا حرام؛ لأنك أشركت الرسول الكريم، مع الله. والله -تعالى- يقول: فلا تدعوا مع الله أحدا.
فهل ما قلته صحيح أو خطأ؟
ثم ذكر الله -تعالى- في باقي الدعاء، وقال: اذكرني يا ذاكر، فقلت له: هذا حرام، هذا تأويل على الله، من أين أتيت باسم ذاكر، ونسبته إلى الله تعالى؟!
فهل ما قلته صحيح، أو خطأ؟
أشكركم على الاهتمام.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا تخطئة أو تصويب ما ذكره هذا الشخص في صيغة دعائه المتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، إذ لم يبيّن السائل حقيقة ما ذكره.
غير أننا نقول على وجه العموم: إن دعاء غير الله في ما لا يقدر عليه إلا الله، نوع من الشرك الأكبر ـ والعياذ بالله ـ
قال العلامة المعلمي -رحمه الله- في (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد): يجب صرف العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له؛ فمن صرف منها شيئا لغير الله؛ كمن دعا غير الله، أو ذبح، أو نذر لغير الله، أو استعان، أو استغاث بميت أو غائب، أو بحي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ فقد أشرك الشرك الأكبر، وأذنب الذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة، سواء صرف هذا النوع من العبادة لصنم، أو لشجر، أو لحجر، أو لنبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء حي أو ميت. اهـ.
وأما قول الداعي: اذكرني يا ذاكر، فإطلاق اسم (ذاكر) على الله -سبحانه- يحتاج إلى دليل؛ لأن أسماء الله -تعالى- توقيفية.
وأما الإخبار به عن الله فجائز؛ لأن باب الإخبار عن الله واسع، إذا كان المعنى صحيحا، كما هو الحال هنا.
وقد ذكر الطبري في تفسيره عن الربيع بن أنس في قول الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ {البقرة:152}: إن الله ذاكر من ذكره، وزائد من شكره، ومعذب من كفره. اهـ.
والله أعلم.