الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من مظالم العباد والتحلل منها

السؤال

عمري: 18 عاما، وقد تبت -ولله الحمد- منذ عام تقريباً، وقد علمت أن من شروط التوبة رد حقوق العباد، وأذكر أنني عندما كنت مراهقا -وكنت قد بلغت- كنت أتشاجر كثيرا مع أصدقائي، وأعتدي عليهم بالضرب، وعلمت أنه يجب علي أن أمكنهم من القصاص، وهناك شخص من المستحيل أن أصل إليه الآن، ولا أستطيع التحدث إليه، فكيف لي أن أرد حقه؟ وأيضا تسببت في أذى لمعلمة، حيث ألقيت حجارة في بيتها، ولا أعلم هل كسر شيء أم لا؟ فكيف أرد حقها؟ وهذه الأمور تجعلني عاجزا عن الدراسة، وأداء العمل المطلوب مني، ولا أقوم إلا بالتفكير طوال اليوم في تلك الحقوق، وأشعر أن الله لن يتقبل توبتي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التحلل من المظالم واجب شرعا، وهو من شروط التوبة فيما يتعلق بحقوق العباد، فمن أمكنك أن تتصل بهم ممن اعتديت عليهم بالضرب ونحوه -ومنهم المعلمة التي ألقيت حجارة إلى بيتها- وتطلب منهم السماح فافعل، والذين لا يمكنك الاتصال بهم فاستغفر لهم، ويكفيك هذا، عملا بالمستطاع، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإذا صدقت الله تعالى في توبتك قبل الله منك، وأدى عنك يوم القيامة ما عجزت عنه في الدنيا، وأما شعورك بالعجز عن الدراسة بسبب التفكير في هذا الأمر، فهذا من مداخل الشيطان، فاصرف هذا التفكير عنك، وجد في دراستك، وأعمالك، ومهامك، وثق بقبول الله تعالى توبة التائبين الصادقين، فهو القائل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ.....{الشورى: 25}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني