الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الأب المريض من الأكل الزائد عن حاجته

السؤال

هل يجوز منع، أو حرمان الأب من الطعام للعلاج؟
أبي يبلغ من العمر 68 سنة، وقد أصيب بجلطة دماغية منذ خمس سنوات، ورفض العلاج الفيزيائي بعد أن خرج من المستشفى، وحالته الصحية تدهورت، وهو يعاني من السمنة، يبلغ وزنه 120 كيلو، ويأكل باليوم أكثر من 5 وجبات، يأكل من دون تفكير، ويفرط في الأكل، وأحيانا بعد الأكل لا يستطيع أن يقوم إلى الحمام، فيبول، ويتبرز في مكانه، أو يستفرغ، وإذا منعنا عنه الأكل يغضب، ويدعو علينا، ويعاني من مشاكل في النطق، والكلام، ويده اليمنى شبه مشلولة، وهو في وعيه، مدرك ليس بمجنون، ولا يصلي، فإذا منعنا عنه الأكل الزائد، وقسونا عليه بالمعاملة، هل نأثم؟
شكراً لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يشفي والدكم شفاء تاما، ويجمع له بين الأجر، والعافية، وبين تكفير السيئات، ورفعة الدرجات. ولا يخفى عظم مكانة الوالد، وأن الله -عز وجل- قد قرن حقه بحقه، وأوجب بره، والإحسان إليه، فقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء: 23}، فأمر بالصبر على الوالدين عند الكبر، والضعف، والقول الحسن، والنهي عن التضجر عندهما في تلك الحالة التي قد تضيق فيها صدورهما، وتسوء أخلاقهما.

ومن هنا تعلم أنه لا يجوز لكم القسوة عليه بحال؛ فإن ذلك من العقوق، والعقوق يحصل باليسير من الأذى -كما ذكر أهل العلم- وهو مبين في الفتوى: 73463. وننصحكم بمداراته في أمر الطعام، وإقناعه عن طريق من يمكنه إقناعه، ويمكن -أيضا- استشارة أهل الاختصاص في إعطائه من الأطعمة ما لا يزيد بها الوزن على وجه يضره، وبذلك تتقون غضبه، وفي الوقت ذاته تمنعون عنه ما يضره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني