الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن اللغة العربية هي لغة أفضل كتاب أنزل، ولسان أفضل نبي أرسل، وقد قال الله تعالى في كتابه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل:103].
قال ابن القيم في كتاب أحكام أهل الذمة: وقد أنزل الله بها أشرف كتبه ومدحه بلسان عربي، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لسان أهل الجنة عربي. انتهى.
وهذا الحديث الذي أشار إليه ضعفه بعض أهل العلم، قال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع.
فإذا ثبت فضل هذه اللغة على غيرها من اللغات، كان تقديم غيرها عليها إزراء بالقرآن، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على ذلك.
ولا شك أن تعلمها مقدم على تعلم غيرها من اللغات لحاجة المسلم إليها في أداء الصلاة والأذان وخطبة الجمعة ونحو ذلك.
ثم إننا ننبه إلى أنه يجب الحذر من أي دعوة إلى العصبية المذمومة، سواء كانت دعوة إلى قومية أو قبلية أو غيرها من دعاوى الجاهلية، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك حين كادت الفتنة أن تقع بين المهاجرين والأنصار، فقال عليه الصلاة والسلام: دعوها فإنها منتنة. رواه البخاري، ومسلم عن جابر -رضي الله عنهما-، ولتكن العصمة بالإسلام، وليكن شعار المسلم:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
والله أعلم.