الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عصر الرواية يراد به العصر الذي كان الرواة يعتمدون في نقل الحديث فيه على الحفظ، والرواية الشفهية، وليس على الكتابة، والمصنفات الحديثية.
وهو يشمل القرون الثلاثة الأولى المفضلة في صدر الإسلام، إلى نهاية القرن الثالث الهجري.
وقد انتهى العصر الذهبي لعصر الرواية بانتهاء القرن الثالث، وشيء من القرن الرابع.
وبقيت بعد ذلك جماعة قليلة، انتهوا في القرن الخامس تقريبا. ومن هؤلاء: الخطيب والبيهقي وابن عبد البر وابن حزم والبغوي.
وفي فترة العصر الذهبي ألف ابن حجر كتابه: تقريب التهذيب، فأدرج فيه عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم، وختمه بالآخذين عن أتباع التابعين.
وقال الدكتور ضياء الرحمن الأعظمي: إن هذا التقسيم الذي ذكره الحافظ ابن حجر من أنسب التقاسيم للرواة؛ حيث ينتهي عصر الرواية بآخر المئة الثالثة على رأي بعض العلم، وهو عصر الأئمة الستة ومن معهم. اهـ.
والله أعلم.