الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من كان يستطيع محاجة هؤلاء ومجادلتهم بالحسنى والرد على شبههم وإنكار منكرهم يشرع له الدخول عليهم للقيام بالواجب في هذا الأمر، والأحسن أن يبادرهم ويبين تهافت ما عندهم من عقيدة التثليث وصلب المسيح ويحرضهم على الإسلام، وأما من كان مستواه ضعيفاً في العلم ويخشى عليه من تأثر قلبه بشبههم، فلا يحق له الدخول عليهم، بل الواجب أن ينأى بنفسه حتى يتسلح بالعلم الشرعي الذي يمكنه من الدعوة إلى الله تعالى وإنكار منكر هؤلاء ورد شبهاتهم.
واعلم أن الله تعالى قد نهى عن مجالسة المشركين في وقت استهزائهم بآيات الله، ولم ينه من يستطيع محاجتهم والرد عليهم عن الكلام معهم في ذلك، وإنما المنهي عنه الجلوس معهم المفيد للرضى بحالهم الذي يجعل الإنسان مثلهم، قال الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء: 140}.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 30506، 60891، 2105، 10326، 6828، 8210، 42977.
والله أعلم.