الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى هذا الحديث الترمذي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأزد أسد الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا ، يا ليت أمي كانت أزدية . قال الترمذي عقب روايته له : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وروى هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس موقوفا وهو عندنا أصح . وضعف الشيخ الألباني هذا الحديث في كتابه ( ضعيف الجامع الصغير )
وقد ورد في فضل الأزد حديث صحيح رواه الترمذي أيضا قبيل هذا الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد- يعني اليمن- . وأصح من هذا ما روى البخاري ومسلم في فضل أهل اليمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة، وألين قلوبا. الإيمان يمان، والحكمة يمانية ، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم .
وأما معنى حديث : الأزد أسد الله ، كما في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للمباركفوري قوله : الأزد . أي أزد شنوءة . في القاموس: أزد بن الغوث، وبالسين أفصح، أبو حي باليمن، ومن أولاده الأنصار كلهم . أزد الله . أي جنده وأنصار دينه قد أكرمهم الله بذلك فهم يضافون إليه : أن يضعوهم . أي يحقروهم ويذلوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، أي ينصرهم ويعزهم ويعليهم على أعداء دينهم . اهـ .
ورواية الترمذي -كما ذكرناها سابقا- بلفظ : أسد الله . وجاء بالرواية التي شرح عليها المباركفوري أزد الله . في معجم الطبراني .
والله أعلم .