[ ص: 390 ] باب ما جاء في موت كسرى وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
أخبرنا قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، قال: حدثنا شاذان أسود بن عامر قال: أخبرنا عن حماد بن سلمة، حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة،
يعني كسرى.
قال: وقيل له - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - إنه قد استخلف ابنته، فقال: "لا يفلح قوم تملكهم امرأة" . أن رجلا، من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربي قد قتل ربك" .
وروي في حديث دحية بن خليفة الكلبي، صنعاء، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان كتب إلى كسرى، فكتب كسرى إلى صاحبه بصنعاء يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفنيه أو لأفعلن بك، فبعث صاحب صنعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة، ثم قال لهم: " اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة "، فانطلقوا [ ص: 391 ] فأخبروه، قال دحية: ثم جاء الخبر بأن كسرى قتل تلك الليلة. أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عند قيصر وجد عنده رسل عامل كسرى على
وذكره أيضا عن داود بن أبي هند بمعناه، وسمى العامل الذي كتب إليه عامر الشعبي كسرى، فقال: باذان صاحب اليمن، فلما جاء باذان الكتاب اختار رجلين من أهل فارس وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما كتب به كسرى من رجوعه إلى دين قومه أو تواعده يوما بلقائه فيه ثم ذكر معناه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأبلغاه أن ربي قتل ربه" فكان كما أخبر.