ذكر الوالي والولي يحضران الصلاة على الجنازة
اختلف أهل العلم في فقال أكثر أهل العلم؛ الإمام أحق بالصلاة عليها من الولي. روينا عن صلاة الأمير، أو الإمام على الجنازة ووليها حاضر؛ أنه قال: الإمام أحق من صلى على الجنازة. وليس بثابت عنه. وهذا قول علي بن أبي طالب علقمة، والأسود، وسويد بن غفلة، وبه قال جماعة من المتقدمين. والحسن البصري،
وقال الوالي أحق، وكذلك قال مالك: أحمد، وإسحاق، وقال أصحاب الرأي: إمام الحي أحق بالصلاة عليه.
وفيه قول ثان: قاله قال: الولي أحق بالصلاة من الوالي. الشافعي،
روينا عن الضحاك أنه قال لأخيه عند موته: لا يصلين علي غيرك، ولا تدعن الأمير يصلي علي، واذكر مني ما علمت. [ ص: 435 ]
قال النظر يحتمل ما قاله أبو بكر: غير أن مذهبه ومذهب عوام أهل العلم القول بالأخبار إذا جاءت، وترك حمل الشيء على الظن عند وجود الأخبار. الشافعي
3058 - حدثنا إسحاق، بن إبراهيم، قال: ثنا قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري، سالم، عن أبي حازم قال: شهدت حسينا حين مات الحسن رضي الله عنهما وهو يدفع في قفا أبي إسحاق، وهو يقول: تقدم، فلولا السنة ما قدمتك - وسعيد أمير المدينة .
قال وقد كان بحضرته في ذلك الوقت خلق من أبو بكر: المهاجرين والأنصار، فلما لم ينكر أحد منهم ما قال دل على أن ذلك كان عندهم حقا، والله أعلم.
وليس في هذا الباب أعلى من هذا؛ لأن جنازة الحسن بن علي حضرها عوام الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم على ما نرى، والله أعلم.
قال ودل حديث أبو بكر: على ذلك. عمرو بن سلمة
3059 - حدثنا يحيى، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا مسعر الجرمي، قال: يقول: إن أباه وأناسا من قومه وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم [حين] أسلم الناس وتعلموا القرآن، ثم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم من يصلي بنا؟ - أو من يصلي لنا؟ - قال: "يصلي بكم - أو "يصلي لكم - أكثركم أخذا، أو أكثرهم جمعا للقرآن"، فلم يجدوا أحدا جمع أكثر مما جمعت - أو أخذت - وأنا غلام، وعلي شملة، [ ص: 436 ] فصليت بهم - أو صليت لهم - فلم أزل إمام جرم إلى يومي هذا - فكان يؤمهم في مسجدهم ويصلي على جنائزهم. عمرو بن سلمة حدثنا
قال وهذا الحديث موافق لحديث أبو بكر: أبي مسعود الأنصاري: "يؤم القوم أقرؤهم"، فلو لم يكن حديث الحسن بن علي موجودا في هذا الباب، ثم قال قائل: يدخل في قوله: "يؤم القوم أقرؤهم" الصلوات المكتوبات، وعلى الجنائز، ما كان بعيدا، والله أعلم؛ لأن اسم الله يقع على الصلاة على الميت، قال الله جل ذكره: ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) [التوبة: 84] ، وثبتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلوا على صاحبكم"، النجاشي، والأخبار تكثر في هذا الباب، والله أعلم. وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على