نبل : النبل ، بالضم : الذكاء والنجابة ، وقد نبل نبلا ونبالة وتنبل ، وهو نبيل ونبل ، والأنثى نبلة ، والجمع نبال ، بالكسر ، ونبل ، بالتحريك ، ونبلة . والنبيلة : الفضيلة ، وأما النبالة فهي أعم تجري مجرى النبل ، وتكون مصدرا للشيء النبيل الجسيم ، وأنشد :
كعثبها نبيل
قال : وهو يعيبها بهذا ، قال : والنبل في معنى جماعة النبيل ، كما أن الأدم جماعة الأديم ، والكرم قد يجيء جماعة الكريم . وفي بعض القول : رجل نبل وامرأة نبلة وقوم نبال ، وفي المعنى الأول قوم نبلاء . الجوهري : النبل والنبالة الفضل ، وامرأة نبيلة في الحسن بينة النبالة ، وأنشد في صفة امرأة : ابن الأعرابيولم تنطقها على غلاله إلا لحسن الخلق والنباله
وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله ، نبيل المحزم
فقام وثاب نبيل محزمه لم يلق بؤسا لحمه ولا دمه
نبيلة موضع الحجلين خود وفي الكشحين والبطن اضطمار
أفرح أن أرزأ الكرام ، وأن أورث ذودا شصائصا نبلا ؟
إن كنت أزننتني بها كذبا جزء ، فلاقيت مثلها عجلا
أورث ذودا شصائصا نبلا
بفتح النون ; قال أبو منصور : أما الذي في الحديث وأعدوا النبل ، فهو بضم النون ، جمع النبلة وهو ما تناولته من مدر أو حجر ، وأما النبل فقد جاء بمعنى النبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس ، ومن هذا قيل للرجل القصير تنبل وتنبال ، وأنشد أبو الهيثم بيت طرفة :
وهو بسمل المعضلات نبيل
فقال : قال بعضهم نبيل أي عاقل ، وقيل : حاذق ، وهو نبيل الرأي أي جيده ، وقيل : نبيل أي رفيق بإصلاح عظام الأمور . واستنبل المال : أخذ خياره . ونبلة كل شيء : خياره ، والجمع نبلات مثل حجرة وحجرات ، وقال : الكميت
لآلئ ، من نبلات الصوا ر كحل المدامع لا تكتحل
مقدما سطيحة أو أنبلا
قال : لم يفسره إلا أني أظنه أصغر من ذلك لما قدمته من أن النبل الصغار ، أو أكبر لما قدمت من أن النبل الكبار ، وإن كان ذلك ليس له فعل . والتنبال والتنبالة : القصير بين التنبالة ، ذهب ابن سيده ثعلب إلى أنه من النبل ، وجعله رباعيا . والنبل : السهام ، وقيل : السهام العربية ، وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه ، فلا يقال نبلة ، وإنما يقال سهم ونشابة ، قال سيبويه أبو حنيفة : وقال بعضهم واحدتها نبلة ، والصحيح أنه لا واحد له إلا السهم ، التهذيب : إذا رجعوا إلى واحده قيل سهم ، وأنشد :
لا تجفواني وانبلاني بكسره
وحكي نبل ونبلان وأنبال ونبال ، قال الشاعر :
وكنت إذا رميت ذوي سواد بأنبال ، مرقن من السواد
وأنشد على نبال قول ابن بري أبي النجم :
واحبسن في الجعبة من نبالها
وقول اللعين :
ولكن حقها هرد النبال
وقال الفراء : النبل بمنزلة الذود . يقال : هذه النبل ، وتصغر بطرح الهاء ، وصاحبها نابل . ورجل نابل : ذو نبل . والنابل : الذي يعمل النبل ، وكان حقه أن يكون بالتشديد ، والفعل النبالة . : رجل نابل ونبال إذا كان معه نبل ، فإذا كان يعملها قلت نابل . ونابلته فنبلته إذا كنت أجود نبلا منه ، قال : وقد يكون ذلك في النبل أيضا ، وتقول : هذا رجل متنبل نبله إذا كان معه نبل . وتنبل أيضا أي تكلف النبل . وتنبل أي أخذ الأنبل فالأنبل ، وأنشد ابن السكيت لأوس : ابن بري
وأملق ما عندي خطوب تنبل
وفي المثل : ثار حابلهم على نابلهم أي أوقدوا بينهم الشر . ونبال ، بالتشديد : صانع للنبل ، ويقال أيضا : صاحب النبل ، قال امرؤ القيس :
وليس بذي رمح فيطعنني به وليس بذي سيف ، وليس بنبال
ما علتي وأنا جلد نابل والقوس فيها وتر عنابل
[ ص: 181 ] ونسب ابن الأثير هذا القول لعاصم وقال : نابل أي ذو نبل ، قال : وربما جاء نبال في موضع نابل ، ونابل في موضع نبال . وليس القياس ; قال : يقولون لذي التمر واللبن والنبل تامر ولابن ونابل ، وإن كان شيء من هذا صنعته تمار ولبان ونبال ، ثم قال : وقد تقول لذي السيف سياف ولذي النبل نبال ، على التشبيه بالآخر ، وحرفته النبالة . ومتنبل : حامل نبل . ونبله بالنبل ينبله نبلا : رماه بالنبل . وقوم نبل : رماة ; عن سيبويه أبي حنيفة . ونبله ينبله نبلا وأنبله ; كلاهما : أعطاه النبل . وأنبلته سهما : أعطيته . واستنبله : سأله النبل . ونبلني أي هب لي نبالا . واستنبلني فلان فأنبلته أي أعطيته نبلا ، وفي الصحاح : استنبلني فنبلته أي ناولته نبلا . ونبل على القوم ينبل : لقط لهم النبل ثم دفعها إليهم ليرموا بها . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : كنت أيام الفجار أنبل على عمومتي ، وروي : كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار ، نبلت الرجل ، بالتشديد ، إذا ناولته النبل ليرمي ، وكذلك أنبلته . وفي الحديث : إن سعدا كان يرمي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد والنبي ينبله ، وفي رواية : وفتى ينبله كلما نفدت نبله ، وفي رواية : ينبله ، بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء ، قال ابن الأثير : قال ابن قتيبة وهو غلط من نقلة الحديث لأن معنى نبلته أنبله إذا رميته بالنبل ، وقال : بل هو صحيح ; يعني يقال نبلته وأنبلته ونبلته ، ومنه الحديث : أبو عمر الزاهد ، ويجوز أن يريد بالمنبل الذي يرد النبل على الرامي من الهدف . ونبل بسهم واحد : رمى به ، ورجل نابل : حاذق بالنبل . وقال الرامي ومنبله أبو زيد : تنابل فلان وفلان فنبله فلان إذا تنافرا أيهما أنبل ، من النبل ، وأيهما أحذق عملا . ونابلني فلان فنبلته أي كنت أجود نبلا منه ، قال : روى بعض أهل العلم عن ابن سيده رؤبة قال سألناه عن قول امرئ القيس :
نطعنهم سلكى ومخلوجة لفتك لأمين على نابل
فقال : حدثني أبي عن أبيه قال : حدثتني عمتي وكانت في بني دارم فقالت : سألت امرأ القيس وهو يشرب طلاء مع علقمة بن عبدة ما معنى :
كرك لأمين على نابل
فقال : مررت بنابل وصاحبه يناوله الريش لؤاما وظهارا فما رأيت أسرع منه ولا أحسن فشبهت به . التهذيب : النابل الذي يرمي بالنبل في قول امرئ القيس :
كرك لأمين على نابل
وقيل : هو الذي يسوي النبال . وهو من أنبل الناس أي أعلمهم بالنبل ، قال :
ترص أفواقها وقومها أنبل عدوان كلها صنعا
وفلان نابل أي حاذق بما يمارسه من عمل ، ومنه قول أبي ذؤيب يصف عسلا أو نبعة :
تدلى عليها ، بالحبال موثقا شديد الوصاة ، نابل وابن نابل
الجوهري : والنابل الحاذق بالأمر . يقال : فلان نابل وابن نابل أي حاذق وابن حاذق ، وأنشد الأصمعي لذي الإصبع :
قوم أفواقها وترصها أنبل عدوان كلها صنعا
أي أعلمهم بالنبل . قال : وكل حاذق نابل ، قال ابن سيده أبو ذؤيب يصف عاسلا :
تدلى عليها ، بين سب وخيطة شديد الوصاة نابل وابن نابل
جعله ابن نابل لأنه أحذق له . وأنبل قداحه : جاء بها غلاظا جافية ; حكاه أبو حنيفة . وأصابتني خطوب تنبلت ما عندي أي أخذت ، قال أوس بن حجر :
لما رأيت العدم قيد نائلي وأملق ما عندي خطوب تنبل
لا تأويا للعيس وانبلاها فإنها ما سلمت قواها
بعيدة المصبح من ممساها إذا الإكام لمعت صواها
لبئسما بطء ولا ترعاها
والنبل : حسن السوق ، والنابل : المحسن للسوق ، أبو زيد : انبل بقومك أي ارفق بقومك ، وكل جامع محشور أي سيد جماعة يحشرهم أي يجمعهم له نبل أي رفق . قال : والنبل في الحذق ، والنبالة والنبل في الرجال . ويقال : ثمرة نبيلة وقدح نبيل . وتنبل الرجل والبعير : مات ، وأنشد قول الشاعر : ابن بريفقلت له : يا با جعادة إن تمت أدعك ولا أدفنك حتى تنبل