حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا ، أخبرني أبي ، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أبو بشر الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب . قال : سمعت يقول : يا أولي الألباب ، لا تقتدوا بمن لا يعلم ، ويا أولي الألباب ، لا تقتدوا بالسفهاء ، ويا أولي الأبصار ، لا تقتدوا بالعمي ، ويا أولي الإحسان ، لا يكن المساكين ومن لا يعرف أقرب إلى الله منكم ، وأحرى أن يستجاب لهم ، فليتفكر متفكر فيما يبقى له وينفعه . قال : وسمعت بلال بن سعد بلالا يقول : [ ص: 231 ] أما ما وكلكم به فتضيعون ، وأما ما تكفل لكم به فتطلبون ، ما هكذا نعت الله عباده المؤمنين ! أذوو عقول في طلب الدنيا ، وبله عما خلقتم له ؟ فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله ، فكذلك . أشفقوا من عقاب الله بما تنتهكون من معاصي الله
حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا . قال : أخبرني أبي ، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب . قال : سمعت يقول : بلال بن سعد ; أما رزقه فدار عليكم ، وأما رحمته فغير محجوبة عنكم ، وأما ستره فسابغ عليكم ، وأما عقابه فلم يعجل لكم ، ثم أنتم على ذلك لاهون ، تجترئون على إلهكم ، أنتم تكلمون ويوشك الله تعالى يتكلم ، وتسكتون ، ثم يثور من أعمالكم دخان تسود منه الوجوه ، ( أربع خصال جاريات عليكم من الرحمن مع ظلمكم أنفسكم وخطاياكم واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) . عباد الرحمن ، لو غفرت لكم خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون شغل ، ولو عملتم بما تعلمون لكنتم عباد الله حقا .
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن . قال : ثنا . قال : أخبرني أبي ، ثنا العباس بن الوليد الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب . قال : سمعت يقول في موعظته : عباد الرحمن ، لو سلمتم من الخطايا فلم تعملوا فيما بينكم وبين الله خطيئة ، بلال بن سعد ، إلا أن يتجاوز الله ويعفو . قال : وسمعته يقول : عباد الرحمن ، ولم تتركوا لله طاعة إلا جهدتم أنفسكم في أدائها إلا حبكم الدنيا لوسعكم ذلك شرا ، وفي دار زوال لدار مقام ، وفي دار نصب وحزن ، لدار نعيم وخلد ، ومن لم يعمل على اليقين فلا يغتر . اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال
حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن . قال : ثنا ، حدثني أبي ، ثنا العباس بن الوليد الضحاك . قال : سمعت يقول : عباد الرحمن ، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبل منكم ؟ أو شيئا من خطاياكم غفر لكم ؟ ( بلال بن سعد أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) ؟ ، والله ، أفترغبون في طاعة الله بتعجيل دنيا تفنى عن قريب ، ولا ترغبون ولا تنافسون في جنة ; ( لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض [ ص: 232 ] عليكم أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ) .
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا ، أخبرني أبي ، عن عباس بن الوليد بن مزيد . قال : سمعت الضحاك بن عبد الرحمن يقول : عباد الرحمن ، إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها ، فما زال الشيطان يمنيه فيها ويزين له حتى يرى شيئا دون الله ، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها ، فإن كانت خالصة لله فأمضوها ، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم ، ولا شيء لكم ، فإن بلال بن سعد ، فإنه تعالى . قال : ( الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) . عباد الرحمن ، ما يزال لأحدكم حاجة إلى ربه تعالى ، إما مسألة ، وإما رغبة إليه ، وأما عهد الله وأمره ووصيته فعندك ضائع ، أفكل ساعة تريدون أن يتم عليكم إحسان ربكم عندكم ، ولا تتفقدون أنفسكم في حق ربكم عندكم ؟ ما هذا بالنصف فيما بينكم وبين ربكم ، عباد الرحمن ، أشفقوا من الله واحذروا الله ، ولا تأمنوا مكره ، ولا تقنطوا من رحمته ، واعلموا أن لنعم الله عندكم ثمنا ، فلا تشقوا على أنفسكم ، أتعملون عمل الله لثواب الدنيا ، فمن كان كذلك فوالله لقد رضي بقليل حيث استعنتم على اليسير من عمل الدنيا ، فلم ترضوا ربكم فيها ، ورفضتم ما يبقى لكم وكفاكم منه اليسير .