المسألة الرابعة : قوله : ( بإذنه ) فيه وجهان :
أحدهما : قال الزجاج : بعلمه .
الثاني : كما يقال : قطعت بالسكين ; وذلك لأن الحق لم يكن متميزا عن الباطل وبالأمر حصل التمييز فجعلت الهداية بسبب إذنه . هداهم بأمره أي حصلت الهداية بسبب الأمر
الثالث : قال بعضهم : لا بد فيه من إضمار ، والتقدير : هداهم فاهتدوا بإذنه .
أما قوله : ( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) فاستدلال الأصحاب به معلوم ، والمعتزلة أجابوا من ثلاثة أوجه :
أحدها : المراد بالهداية البيان ، فالله تعالى خص المكلفين بذلك .
والثاني : المراد بالهداية الطريق إلى الجنة .
الثالث : المراد به اللطف فيكون خاصا لمن يعلم أنه يصلح له وهو قول . أبي بكر الرازي