( وتسن ) جمع مهاجر اسم فاعل من هاجر بمعنى هجر ثم غلب على الخروج من أرض إلى [ ص: 102 ] أخرى وتطلق الهجرة بأن يترك الرجل أهله وماله ، وينقطع بنفسه إلى مهاجرة . البداءة بأولاد المهاجرين
ولا يرجع من ذلك بشيء ، وهجرة الأعراب وهي أن يدع البادية ويغزو مع المسلمين وهي دون الأول في الأجر والمراد هنا أولا : لما روى المهاجرين الذين هجروا أوطانهم وخرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جماعة مخصوصون فيقدم منهم ( الأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال " قدمت على أبو هريرة ثمانية آلاف درهم فلما أصبح أرسل إلى نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : قد جاء الناس ما لم يأتهم مثله مذ كان الإسلام ، أشيروا علي بمن أبدأ ؟ قالوا : بك يا أمير المؤمنين إنك ولي ذلك قال لا ولكن أبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب فوضع الديوان على ذلك " ( فيبدأ من عمر قريش ببني هاشم ) لأنهم أقربهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم بني المطلب ) لقوله عليه الصلاة والسلام { بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وشبك بين أصابعه } ( ثم إنما بني عبد شمس ) لأنه هو وهاشم أخوان لأب وأم ( ثم بني نوفل ) لأنه أخو هاشم لأبيه ( ثم يعطى بنو عبد العزى ) ; لأن فيهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خديجة منهم ( ثم بني عبد الدار ) ثم الأقرب فالأقرب ( حتى تنقضي قريش ) لما تقدم عن ( عمر وقريش بنو النضر بن كنانة وقيل بنو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ) قاله في الشرح واقتصر عليه في المبدع : وقال في التبيين : هم الموفق بنو النضر بن كنانة على ما قال صلى الله عليه وسلم { بنو النضر بن كنانة } وأطلق القولين في المنتهى ( ثم أولاد نحن الأنصار ) وهم الحيان الأوس والخزرج وقدموا على غيرهم لسابقتهم وآثارهم الجميلة أي : العتقاء ليحصل التعميم بالدفع ( ثم سائر العرب ) لفضلهم على من سواهم ( ثم العجم ثم الموالي ) . ( وللإمام أن يفاضل بينهم بحسب المسابقة ) في الإسلام ( ونحوها ) كالشجاعة وحسن الرأي
وهذا قول عمر قال وعثمان " لا أجعل من قاتل على الإسلام كمن قوتل عليه " ولأنه قسم النفل بين أهله متفاضلا على قدر غنائهم وهذا معناه " وقد فرض عمر : لكل واحد من عمر المهاجرين من أهل بدر خمسة آلاف ولأهل بدر من الأنصار أربعة آلاف أربعة آلاف ، وفرض لأهل الحديبية ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف ، ولأهل الفتح ألفين ألفين " ولم يفضل أبو بكر . وعلي