وما يتعلق بهما في الأحكام ( وهو ) أي : الأذان لغة الإعلام ; قال تعالى { وأذان من الله ورسوله } أي : إعلام وقال { وأذن في الناس بالحج } أي : أعلمهم وقال الشاعر :
آذنتنا ببينها أسماء
أي أعلمتنا يقال : أذن بالشيء تأذينا وأذانا وأذينا ، على وزن رغيف ، إذا أعلم به فهو اسم مصدر وأصله من الأذن ، وهو الاستماع لأنه يلقي في آذان الناس ما يعلمهم به وشرعا ( الإعلام بدخول وقت الصلاة ، أو ) الإعلام ب ( قربه لفجر ) في الجملة ، لأنه يصح الأذان لها بعد نصف الليل ، كما يأتي .( وهي ) أي : الإقامة في الأصل مصدر أقام وحقيقته : إقامة القاعد أو المضطجع فكأن أقام القاعدين ، وأزالهم عن قعودهم وشرعا ( الإعلام بالقيام إليها ) أي : إلى الصلاة ( بذكر مخصوص فيهما ) أي : في الأذان والإقامة ، المؤذن إذا أتى بألفاظ الإقامة بالكتاب والسنة ، أما الكتاب فقوله تعالى { وهما مشروعان وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا } { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } .
وأما السنة فهي شهيرة بذلك ومنها : حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال { يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟ قلت أدعو به إلى الصلاة قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت بلى قال : تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . قال : ثم استأخر عني غير بعيد ، ثم قال : تقول إذا قمت إلى الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع فألقه عليه ، فليؤذن فإنه أندى صوتا منك فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال فسمع ذلك بلال وهو في بيته فخرج يجر رداءه ، يقول : والذي بعثك بالحق ، يا رسول الله ، لقد رأيت مثل الذي رأى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لله الحمد عمر بن الخطاب } رواه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة ، طاف بي [ ص: 231 ] وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : أحمد وأبو داود واللفظ له وأخرج وابن ماجه الترمذي بعضه وقال حديث حسن صحيح .
وفي الصحيحين عن قال { أنس أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة بلال } . لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه فذكروا أن يوقدوا نارا أو يضربوا ناقوسا فأمر